احتفل البريد التونسي يوم 09 أكتوبر 2011، كسائر المؤسسات البريدية الأخرى، باليوم العالمي للبريد وهي مناسبة للتذكير بالدور الهام الذي يضطلع به القطاع البريدي في تطوير وتحسين الخدمات الموجهة للمواطن ومساهمته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد سجلت الخدمات البريدية والمالية خلال السنة الحالية نسبة نمو بلغت %8 بالرغم من تراجع مداخيل الخدمات التقليدية والظرف الحساس الذي تمر به البلاد. بالنسبة للخدمات المالية سجلت خدمة الادخار عبر الشبكة البريدية خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2011 نسبة نمو ب7% وقد بلغ حجم الادخار 660 2 مليون دينار وهو ما يمثل حوالي 24% من مجموع الادخار المالي الوطني. كما شهدت خدمات ادخار التأمين عبر البريد "Postassurance" على غرار خدمتي "منحة" و"مطمان" انخراط أكثر من 7484 حريف وسجلت خدمة "إحاطة عند السفر إلى الخارج" إبرام أكثر من 21964 عقد إلى حدود نهاية شهر سبتمبر2011.
وفي اطار تنويع خدماته المالية واستجابة إلى تطلعات حرفائه وضع البريد التونسي على ذمتهم منتوجا لتوظيف الأموال "الرقاعية للبريد سيكاف تانيت" والذي يمكن الخواص والمؤسسات الاقتصادية من تثمين أموالهم والتمتع بمردودية هامة.
وقد سجلت هذه الخدمة اكتتاب 2041 حريف ويتم حاليا توظيف أكثر من 38 مليون دينار بالنسبة لهذا المنتوج المالي ذي القيمة المضافة على مستوى السوق المالية التونسية. وقد شهدت وسائل الدفع الإلكتروني التي تمثل إحدى ركائز التجارة الإلكترونية وبريد الغد تطورا ملحوظا حيث أمنت منظومة الشيكات البريدية عبر الأنترنات والمعروفة باسم CCPNet تحويلات مالية عبر الأنترنات"VIREMENTS " صادرة عن المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة بمبلغ جملي يقدر ب 2 227 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2011 مقابل 1540 مليون دينار خلال نفس الفترة من السنة الفارطة. ومن ناحية أخرى وقصد الاستغلال الأفضل للفرص التي تمنحها تكنولوجيات المعلومات والاتصال يسعى البريد التونسي وبالتعاون مع مزودي خدمات الهاتف الجوال إلى تطوير خدمات الدفع عبر الهاتف الجوال باستعمال بطاقة الدفع الإلكتروني « e-DINAR SMART ». فبعد تجربة أولى مع اتصالات تونس بخصوص احداث خدمة Mobi-Dinar، قام البريد التونسي خلال شهر سبتمبر 2011 بإبرام اتفاقية شراكة مع شركة "تونيزيانا" لتدعيم تسويق خدمات الدفع عبر الهاتف الجوال في تونس ولعب دور المحرك الأساسي للنهوض بهذا القطاع. كما يتم إعتماد البطاقة الذكية للبريد التونسي e-Dinar SMART لخلاص الأداء والمعاليم الديوانية عن بعد عبر المنظومة الإلكترونية لخلاص التصاريح الديوانية. وقد مكنت بطاقة الدفع الإلكتروني الذكية للبريد التونسي « e-DINAR SMART » حامليها خلال التسعة الأشهر الأولى من السنة الحالية من القيام ب : 1 044 671 عملية شحن إلكتروني، من بينها أكثر من 23 623 عملية شحن بواسطة تحويل بنكي، 1 397 578 عملية سحب أموال انطلاقا من الموزعات الآلية للأوراق المالية DAB، أكثر من 369 700 عملية خلاص مشتريات وخدمات عبر الأنترنات، 41 306عملية خلاص مشتريات لدى المغازات التجارية المجهزة بالآلات الطرفية TPE وإنجاز أكثر من 19 531 عملية مالية عبر الهاتف الجوال. ويشرع البريد التونسي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبريد في ترويج بطاقة إلكترونية جديدة لفائدة المسافرين « Carte Bon Voyage »، والتي تضمن لهم التمتع بالمنحة السياحية بالإضافة إلى التأمين والإحاطة عند السفر إلى الخارج كما سيتم خلال الأيام القليلة القادمة الإعلان عن اتفاقية تعاون بين البريد التونسي والشركة الوطنية لتوزيع النفط في مجال التصرف الإلكتروني في أصول الوقود وعديد الخدمات التجارية الأخرى. بالنسبة للخدمات البريدية وقصد تقديم خدمة متكاملة للمؤسسات الإقتصادية والاستفادة من تنامي التجارة الالكترونية، يوفر البريد السريع خدمة التسريح الديواني Dédouanement والتي تتولى القيام بمختلف الإجراءات الديوانية وتخليص البعائث القادمة من الخارج عبر البريد السريع في نفس يوم وصولها وتسليمها مباشرة إلى المؤسسة بعنوانها ممّا يجنبها التنقل إلى المصالح الديوانية أو إلى البريد التونسي. وقد أصبحت حوالي 700 مؤسسة تنتفع بهذه الخدمة. كما ارتفع عدد المؤسسات المتعاقدة مع البريد السريع ليبلغ أكثر من 950 3 مؤسسة مع موفى شهر سبتمبر 2011. كما يوفر البريد التونسي خدمة البريد السريع المشخص الدولي لتوزيع البعائث الدولية قبل منتصف النهار وكذلك يوم السبت لتمكين المؤسسات الاقتصادية من دعم قدراتها التنافسية وتيسير نفاذ منتوجاتها إلى الأسواق الخارجية
وبالإضافة إلى الخدمات التجارية يحرص البريد التونسي على دعم الأنشطة التطوعية لعديد الجمعيات الناشطة في الحقل الاجتماعي والإنساني على غرار الجمعية التونسية لمرضى الداء الأبطن و ذلك بتمكينها وبصفة مجانية من نقل وتوزيع طرود بريدية تحتوي على مواد غذائية خاصّة تهبها الجمعية لفائدة العائلات المعوزة المصابة بمرض الداء الأبطن و ذلك بكامل تراب الجمهورية. وقد بلغ عدد الطرود التي تم توزيعها بصفة مجانية اكثر من 1390 طرد بريدي. وعلى صعيد آخر فان للخدمات البريدية دور هام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال خلق مواطن شغل مباشرة وغير مباشرة وكذلك مساندة المؤسسات الصغرى والحرفيين. فبالإضافة إلى برنامج الإنتداب الخارجي واعادة الإدماج، التي ستشمل حوالي 572 عونا وإطارا مبرمج انتدابهم خلال سنة 2011، يتوزعون على مختلف جهات الجمهورية، وضع البريد التونسي آلية لخلق دينامكية من شأنها المساهمة في التنمية الجهوية وبعث مواطن شغل وذلك باعتماد اللامركزية في ابرام الصفقات بالنسبة للإدارات الجهوية للبريد التونسي. كما يطلع البريد التونسي بدور هاما في تقريب الخدمات من متساكني المناطق الداخلية فبالإضافة إلى مكاتب البريد والوكالات المختصة تؤمن مكاتب البريد المتجول « Bureau Ambulant » الخدمات المالية والبريدية لمتساكني هذه المناطق على غرار خلاص جرايات التقاعد والجرايات الخاصة بالعائلات المعوزة. و تؤمن مكاتب البريد المتجول والبالغ عددها 44 حوالي 8000 عملية بريدية ومالية شهريا. ولتحسين وتطوير خدمات البريد التونسي بالمناطق الريفية تمت برمجة تجهيز مكاتب البريد المتجول بالإعلامية وذلك باعتماد تكنولوجية مفتاح الجيل الثالث للربط عبر شبكة الأنترنات و ربط كامل الشبكة البريدية بالإعلامية مع موفى سنة 2011 . كما أن الشبكة البريدية والتي تغطي كامل مناطق الجمهورية يمكنها توفير خدمات إدارية و مالية جديدة لفائدة المواطن و المؤسسات الصغرى بالمناطق الداخلية وذلك للمساهمة في تقليص التفاوت التنموي بين الجهات.
