لم يسبق لبطولة الرابطة المحترفة الأولى التونسية أن شهدت موجة لإقالة المدربين مثلما تشهده هذا الموسم بعد 7 جولات منقوصة من 10 مباريات تم تأجيلها لأسباب أمنية بالأساس. واضطر أحد عشر فريقا من جملة ستة عشر في الرابطة المحترفة الأولى إلى تغيير مدربيها على الأقل مرة واحدة بسبب الهث المتواصل وراء النتائج وضغط الجمهور والخلافات بين المدرب وعدد من أعضاء الهيئة المديرة.
وكانت بداية نزيف إقالات واستقالات المدربين من خلال الهادي المقراني مدرب الأولمبي الباجي بعد هزيمة واحدة في البطولة وعوضه المدرب عمر الذيب.
ثم أقالت هيئة أمل حمام سوسة مدربها سفيان مرجان ليعوضه فتحي العبيدي وتواصلت موجة الإقالات وأعلنت هيئة النادي الإفريقي عن إقالة المدرب فوزي البنزرتي وعودة الجزائري عبد الحق بن شيخة.
وأقالت قوافل قفصة مدربها كمال الزواغي إثر الهزيمة ضد نادي حمام الأنف (4-1) ليعوضه خالد بن يحيى، ثم تلتها هيئة الترجي الجرجيسي عندما أعفت المدرب طارق ثابت من مهامه ليعوضه غازي الغرايري.
وكان النجم الخلادي أكثر الأندية استعمالا للمدربين عندما أقال المدرب لطفي القادري وعين مساعده سامي الحبوبي ليقود النجم في مباراة واحدة قبل تعيين سفيان الحيدوسي، الذي أشرف على فريق عاصمة الليمون في لقاءين فقط، ثم تمت إقالته بسبب خلافات مع بعض اللاعبين، وأعلنت هيئة النادي عقب ذلك أنها تعاقدت مع المدرب محمود باشا لقيادة الفريق في بقية الموسم.
ومن جهته، لم تعمر تجربة المدرب الجزائري رشيد بلحوت مع الاتحاد المنستيري طويلا، إذ تمت إقالته بعد 6 مقابلات لم يجمع خلالها أكثر من 4 نقاط وتم استقدام المدرب الصربي "دراغان زيفكوفيتش" الذي سبق له أن درب الموسم الماضي نادي حمام الأنف.
وبعد توقف نشاط البطولة لفسح المجال للمنتخب الوطني لتحضير نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، غيرت أربعة أندية الأسبوع الماضي مدربيها وكانت البداية مع النادي الصفاقسي، الذي أقال مدربه الألماني رينهارد ستامف وتعاقد من جديد مع مدربه السابق نبيل الكوكي الذي قدم استقالته من الملعب التونسي منذ الخميس الماضي.
وأعفت هيئة نادي حمام الأنف مدربها نبيل طاسكو ليحل محله المدرب الفرنسي كريستيان سارامانيا، وحقق نبيل طاسكو انتصارين و5 هزائم في 7 مباريات قاد خلالها الهمهاما.
وكان المدرب نبيل معلول، بطل تونس وبطل إفريقيا مع الترجي التونسي آخر المغادرين في بطولة الرابطة الأولى حيث فضل وضع حد لمغامرته مع الترجي دون أن يوضح دوافع ذلك ولو أن الخلافات مع بعض اللاعبين وقرار رئيس النادي حمدي المدّب الانسحاب في نهاية الموسم قد يكون السبب الرئيسي لاستقالة معلول.
وأعلنت هيئة الترجي التونسي عن التعاقد مع المدرب السويسري ميشال دي كاستال الذي استقال الأسبوع الماضي من تدريب الوداد البيضاوي المغربي وكان بلغ الدور النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية.
وسبق لدي كاستال أن درب الترجي في 2001 وتوج معه بالبطولة كما درب النادي الصفاقسي من 2004 إلى 2006 ثم من 2007 إلى 2008 ودرب النجم الساحلي لفترة قصيرة في أواخر 2008.
وتطرح ظاهرة إقالة المدربين التي بلغت مداها هذا الموسم نقاط استفهام بالجملة حول طريقة عمل الهيئات المديرة واستراتيجياتها، فالعمل على المدى القصير وغياب استراتيجية واضحة واللهث وراء النتائج فضلا عن ضغط الجمهور هي الأسباب الأساسية لموجة تغيير المدربين إذ بلغ عدد المدربين الذين أشرفوا على 16 فريقا بعد ست جولات أو أقل إلى حد الآن (البطولة منقوصة من 10 مقابلات ) 29 مدربا وهو رقم قياسي لم يسبق أن عرفته بطولة الرابطة المحترفة الأولى التونسية بل أنه رقم قياسي عالمي لموسم 2011-2012 لم تشهده أية بطولة للنخبة في العالم.
