تسير محادثات سرية ولكنها جدية بشأن إمكانية ترأس المياردير ورئيس الحزب الوطني الحر سليم الرياحي لفريق النادي الإفريقي أحد قطبي العاصمة. ولم تخرج المحادثات إلى السطح ولكن تسريبات للمصدر تؤكد بأن المحادثات والمشاورات التي يجريها رجالات النادي الإفريقي مع الرياحي تسير بنسق حثيث. وتأتي هذه التسريبات على اثر الضجة الأخيرة بحديقة "الرياضة أ" بعد اتهام وجهها الرئيس الحالي للفريق جمال العتروس إلى عدد من لاعبي الفريق بمحاولة التحرش بزميلهم الليبي المحترف أحمد سعد الذي شارك مع منتخب بلاده مؤخرا في كأس أمم افريقيا. وجلبت تلك الاتهامات التي أدلى بها العتروس لصحيفة الصباح التونسية في وقت سابق انتقادات واسعة لرئيس الإفريقي دفعت الكثير من جماهير النادي إلى المطالبة بمغادرته. غير أن الفضيحة الأخيرة لم تكن سوى القطرة التي أفاضت الكأس في قلعة الإفريقي. فالجماهير التي طالما نادت بانضمام رجل الأعمال المعروف جمال العتروس إلى دفة الرئاسة في الفريق منذ عهد النظام السابق لم تلمس تغييرا يذكر في أداء الفريق ولا تحولا نوعيا يتماشى مع الهالة الكبرى التي رافقت قدوم العتروس ومع تطلعات الجماهير التي تحلم ببناء فريق عتيد يستعيد حجمه الطبيعي بين الفرق المتنافسة على الألقاب. واتضح للجماهير ان قدوم العتروس لم يغير كذلك أحد أكثر الأسباب تعطيلا لانطلاقة الفريق ويتعلق الأمر بإدارة النادي نفسها. وعمليا يمكن أن يضمن قدوم رجل المال والسياسة سليم الرياحي إلى رئاسة الإفريقي السيولة المالية التي تتناسب مع حجم النادي وتاريخه وتعطش جماهيره إلى الانتدابات والألقاب. غير أن هذه الخطوة لا يمكن أن تضمن في نفس الوقت النأي بالنادي عن التجاذبات السياسية. ويمكن أن تطرح المباحثات الجارية إذا ما وفقت جدلا في الساحة السياسية بشأن تحييد الجمعيات الرياضية إزاء التنافس الحزبي في البلاد والذي بات محصورا شيئا فشيئا منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بين اليسار المعتدل والإسلاميين. ويتمتع فريق باب الجديد بشعبية جارفة في كامل البلاد كما يملك لجان أحباء نشطة في كل الجهات. ولا يمكن بأي حال تجاهل هذه القاعدة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة. ويمكن على ضوء ذلك أن تشهد الانتخابات القادمة أول استثمار جلي لجمهور الملاعب والمدارج بعد أصوات المساجد والمناجم. وسليم الرياحي هو ثاني رجل أعمال بعد ثورة 14 جانفي يجمع بين رئاسة حزب ونادي رياضي بعد المهدي بين غربية رئيس النادي البنزرتي والنائب في المجلس التأسيسي عن الحزب الديمقراطي التقدمي، فضلا عن تواجد النائب المستقل، الوجه المعروف في صفاقس، صلاح الدين الزحاف الرئيس السابق للنادي الصفاقسي. ولم يجن الحزب الوطني الحر أي مقعد في المجلس التأسيسي على الرغم من الهالة الإعلامية الضخمة التي رافقت حملته الانتخابية وحتى تعويله على وجوه رياضية بارزة مثل حارس مرمى الترجي السابق شكري الواعر واللاعب صابر بن فرج. ولكن الحزب يحاول اليوم ربط تحالفات جديدة وإعادة ترتيب أوراقه استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة. وقد عين مؤخرا الإعلامي والناشط الحقوقي المعروف خالد شوكات أمينا عاما للحزب ويتوقع أن يبدأ في رسم استراتيجية الوطني الحر في المرحلة القادمة. وقد تسعد جماهير الإفريقي بأموال الرئيس القادم على عجل إلى حديقة النادي غير أن ذلك لن يمنع من عودة الأسئلة القديمة حول شخص سليم الرياحي نفسه وبشكل خاص مصادر ثروته، والشكوك التي تحوم حول علاقاته بالنظام الليبي وجهات غربية، وصفت بالاستخباراتية في عدد من مواقع الانترنت.