تتأكّد يوما بعد يوم حقيقة الحرب التي تشنّها السّلطات التّونسيّةعلى الدّين الإسلامي ومظاهر التّديّن عموما ولعلّ ما شهدته البلاد خلال الأيّام الفارطة من حملات ممنهجة اشتدّت ذروتها مع عودة بروز ظاهرة الحجاب وتزايد إقبال الشّباب على المساجد والعودة إلى التديّن إلاّ دليلا واضحا على عزم السّلطة التّونسيّة على مواصلة نفس المنهج طبقا لخطّة تجفيف منابع التّديّن التي بدأت في اعتمادها منذ سنة 1989. وما أقدم عليه المجرم عماد العجمي مدير سجن برج الرّومي من تدنيس لكتاب اللّه عزّ وجلّ لا يخرج عن دائرة السّياق نفسه في استباحة مقدّسات الأمّة والإعتداء على هويّتها . ولئن سارعت السّلطة عبر تصريحات بعض مسؤوليها إلى إنكار الجريمة واعتبار ذلك يدخل تحت دائرة المزايدة السّياسيّة وإطلاق الشّائعات وترويج الأخبار الزّائفة واختلاق الأكاذيب والمزايدة على الضمير الشّعبي فإنّها وبلا شك تبقى محلّ إدانة مالم تعلن عن تكوين لجنة وطنيّة نزيهة ومستقلّة لمتابعة تطوّرات الأحداث واطلاع الرّأي العام الوطني على حقيقة ما جرى ولكن رغم تجاوزنا لأكثر من شهرونصف على عمليّة تّدنيس القرآن الكريم مازالت السّلطة تعمل بكلّ الوسائل للإلتفاف على القضيّة وجعلها في دائرة النّسيان رغم التأكيدات التي أعلنها كل من السّادة علي بن سالم رئيس فرع الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت والسيّد لطفي حجّي ناهيك عن شهادة السّجين السيّد أيمن الدريدي . ولكن مهما حاولت السّلطة الإصرار على سياسة المماطلة والتّضليل والإنكار فإنّ الشّواهد والوقائع لن يبرّرها من تحمّل مسؤوليتها في ارتكاب عدّة جرائم في حقّ المقدّسات والأشخاص وما العمل بمنشور 108 السّيء الذكر الذي بمقتضاه تمنع المرأة التّونسيّة من تغطيّة شعر رأسها إلاّ إحدى الشّواهد الحيّة على التّعدّي على أحد الأحكام الشّرعيّة الذي دلّت عليه نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة وإجماع علماء المسلمين . لذا فإنّ شرائح المجتمع التّونسي بكلّ مكوّناته السّياسيّة والشّعبيّة تقع عليها مسؤوليّة كبرى وأمانة ثقيلة لمناهضة سياسة السّلطة المعاديّة للصّحوة والدّين وفضح مخطّطاتها . ولعلّ ما أقدم عليه بعض الغيورين على الدّين من تأسيس هيئة عالميّة للدّفاع عن الدّين الإسلامي بتونس لكشف مظاهر الحرب التي تشنّها السّلطة التّونسيّة على مقدّسات الأمّة قد تساهم في إيقاظ الضمائرالمؤمنة من علماء ومشائخ وأئمة الدّين وأهل الفتوى داخل تونس وخارجها وتحريك الهمم للدّفاع عن الدّين وهويّة تونس الإسلاميّة والتّصدّي لمظاهر الفساد والإنحراف . إنّنا إذا أمام تنامي وتنوّع مظاهر الإعتداء على مقدّسات الأمّة مدعوّون للوقوف مع الهيئة العالميّة لفضح تعدّيات السّلطة التّونسيّة على المقدّسات و كشف حجم الكارثة التي حاقت بتونس عبر الوقائع والشّواهد والتصريحات الصادرة عن المسؤولين في الدّولة حتّى يعلم أهلنا في تونس وعموم أمّة الإسلام حقيقة تعطيل شريعة الإسلام وإهانة شعائره . فهل ننجح يا ترى في كشف حقيقة هذا العدوان على الدّين الإسلامي في الديّار التّونسيّة ؟؟ أملنا كبير لو تحشد كلّ القوى الوطنيّة لكشف الغطاء الكاذب الذي تعتمده السّلطة للإعتداء على الإسلام تحت ذريعة مقاومة التطرّف والإرهاب . 1 جويلية 2006