لم يدر بخلد الحسين بن عمر حين واصل مشوار تعليمه إلى الجامعة ثم الدراسات فوق الجامعية أن ينتهي به المطاف عارضا شهاداته للبيع أمام تمثال إبن خلدون. وبدا الأمر بالنسبة للمارة في ساحة الاستقلال وسط العاصمة التونسية الأربعاء 6-7-2006 وكأنه "مسرحية" في الكوميديا السوداء، فقد وقف بن عمر (30 عاما) أمام تمثال إبن خلدون ليعرض شهادتي البكالريوس والماجستير للبيع مقابل 5 دنانير للواحدة. وأثار تصرف بن عمر، الناشط في إتحاد الطلاب التونسي انتباه المارة الذين تجمعوا حوله وهو يرفع لافتات مكتوب عليها "لا لبطالة أصحاب الشهادات"، و"ا للحرمان من حق العمل بسبب العمل النقابي". وقال بن عمر للمارة "لم يعد لهذه الشهادات أي قيمة لدي بعد أن حرمت من حق العمل لسنوات". وكان هذا الناشط قد حصل على البكالريوس في الإعلام في 2001، ثم الماجستير في نظم الاتصالات والشبكات في 2003، لكنه لم يتمكن من الحصول على عمل. وبعد زهاء 15 دقيقة على التجمع الصغير الذي شكله في ساحة الاستقلال، اقتاده رجال الأمن بحسب شهود عيان إلى المخفر. وأبلغ لطفي الحيدوري عضو المجلس التونسي للدفاع عن الحريات "العربية.نت" أن هذا الناشط تم إعتقاله وهو "رهن الإيقاف الآن بمخافر وزارة الداخلية". وتعرف تونس منذ 10 سنوات ارتفاعا في معدلات البطالة بين حاملي الشهادات العليا حسب آخر الإحصائيات. وكانت البلاد شهدت العام الماضي تأسيس إتحاد نقابي لأصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل، للدفاع عن حقوقهم.