قصفت طائرات حربية اسرائيلية أهدافا في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الاثنين وأطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ على اسرائيل مما أسفر عن مقتل شخص في تحد للهجوم الذي أوقع أكثر من 300 قتيل فلسطيني. وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (أونروا) ان ما لا يقل عن 51 مدنيا فلسطينيا قتلوا في الغارات الجوية الاسرائيلية منذ يوم السبت. واستندت المنظمة في الرقم الذي أعلنت عنه والذي وصفه المتحدث باسمها بأنه " متحفظ ومن المؤكد أنه سيرتفع" الى زيارات قام بها مسؤولون في المنظمة الى المستشفيات والمراكز الطبية. وأعلنت اسرائيل المناطق المحيطة بقطاع غزة "منطقة عسكرية مغلقة" مستشهدة بخطر اطلاق صواريخ فلسطينية. وقد يساعد أيضا الاغلاق اٍسرائيل في شن هجوم بري مفاجيء اذا صدر أمر بذلك بعد ثلاثة أيام من الغارات الجوية التي سببت الفوضى وحولت بعض المنازل الى أنقاض وأحدثت أزمة داخل المستشفيات. وفي مدينة عسقلان بجنوب اسرائيل أسفر صاروخ أطلق من قطاع غزة عن مقتل اسرائيلي هو ثاني قتيل في اسرائيل منذ يوم السبت عندما بدأت الدولة العبرية أقوى هجماتها على النشطاء الفلسطينيين منذ عشرات السنين. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل ستواصل حملتها "الى أن تتهيأ أجواء أمنية جديدة في الجنوب (اسرائيل) والى أن تتوقف حالة الرعب والخوف التي يعيشها السكان هناك جراء الهجمات الصاروخية المستمرة." وصرح المتحدث العسكري الاسرائيلي افي بناياهو بان هجوم غزة قد "يستغرق اياما كثيرة." ونشرت الدبابات الاسرائيلية على أطراف غزة متأهبة لدخول القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني. وقال مسؤول حكومي ان حكومة أولمرت وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط. وفي توسيع لاهدافها لتشمل حكومة حماس قالت مصادر فلسطينية ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت مبنى وزارة الداخلية يوم الاثنين ولم يتسن بشكل فوري معرفة ما اذا كان الهجوم اسفر عن سقوط ضحايا. وقال متحدث عسكري في شرح لخطة اعلان منطقة عسكرية مغلقة ان السياسة الجديدة تعني أن المدنيين قد يمنعون من دخول منطقة عازلة بين كيلومترين وأربعة كيلومترات من غزة كما أعطت اسرائيل أوامرها للصحفيين بالخروج من المناطق المتاخمة لحدود غزة. وارتفعت اسعار النفط العالمية 5.6 في المئة الى نحو 40 دولارا للبرميل يوم الاثنين وقال محللون ان الصراع بين حماس واسرائيل ذكر التجار بمخاطر الجغرافيا السياسية التي تتهدد امدادات النفط الخام من منطقة الشرق الاوسط. وفيما وصفه الجيش الاسرائيلي بأنه هجوم "ارهابي" طعن فلسطيني ثلاثة اسرائيليين أحدهم حالته خطيرة في مستوطنة كريات سيفر في الضفة الغربية قبل أن يطلق عليه أحد المارة الرصاص ويلقى القبض عليه. وأحد المصابين الاسرائيليين في حالة خطيرة. وحث فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الفصائل الفلسطينية على استخدام كل السبل المتاحة بما في ذلك "العمليات الاستشهادية" في اشارة الى التفجيرات الانتحارية داخل اسرائيل لحماية الشعب الفلسطيني. وأثارت الهجمات الاسرائيلية غضب العرب في شتى انحاء الشرق الاوسط حيث قام محتجون باحراق الاعلام الاسرائيلية والامريكية للحث على رد أقوى من جانب زعمائهم على هجوم اسرائيل على غزة. وأعلن الصليب الاحمر الدولي أن أعداد المصابين فاقت قدرة المستشفيات في قطاع غزة وأنها لا تستطيع استيعاب الضحايا. وقال مسعفون فلسطينيون ان من بين من قتلوا يوم الاحد خمس شقيقات صغيرات في شمال غزة وثلاثة اطفال في منزل قريب من منزل خال لاحد كبار نشطاء حماس في رفح. وذكرت حماس أن 180 من أعضائها قتلوا وأن بقية القتلى الذين يزيد عددهم عن 300 بينهم مدنيون ومن بينهم 16 امرأة وبعض الاطفال. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان اسرائيل "تحاول أن تبذل كل جهدها لاستهداف الارهابيين فقط ومقار حماس وأماكنها ولكن للاسف في الحرب مثل أي حرب أحيانا ما يدفع المدنيون أيضا الثمن." ودعا مجلس الامن الدولي الى وقف لكل أشكال العنف ولكن ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي أمامها بضعة اسابيع في السلطة فقط حملت حماس مسؤولية العمل على استئناف التهدئة. ونفى مسؤول اسرائيلي رفيع أي تلميح بأن اسرائيل قامت بهذه العملية في هذا التوقيت لانها تعتقد أن الفرصة المتاحة لها بدأت تتلاشى في الوقت الذي يغادر فيه بوش منصبه ويستعدد باراك اوباما لخلافته في البيت الابيض. وقال المسؤول في اشارة الى الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقبلة "لماذا يربط كل شيء بالولايات المتحدة. التاريخ الاهم لاسرائيل هو 10 فبراير." ومضى المسؤول يقول "لم يكن من الممكن من الناحية السياسية أن يظل الزعماء في اسرائيل مكتوفي الايدي والسماح لحماس بمواصلة اطلاق الصواريخ." واستبعدت ليفني التي تأمل أن تكون رئيسة وزراء اسرائيل المقبلة بعد انتخابات فبراير شباط القيام بغزو واسع النطاق لاعادة احتلال اسرائيل لقطاع غزة الذي كان يوما مليئا بالمستوطنات اليهودية. وقالت "هدفنا ليس هو اعادة احتلال غزة." وعندما سألتها قناة فوكس نيوز عما اذا كانت حملة اسرائيل تهدف للاطاحة بحكام حماس قالت "ليس الآن". من نضال المغربي (شارك في التغطية ادم انتوس ودان وليامز في القدس)