سيبقى حاضرا في اليومي الإبداعي والأدبي العربي،بفضل الأعمال الناجحة التي أبدعها و أصبحت مرجعا حقيقيا في الرواية العربية. لقد رحل عنا الأديب الكبير،صاحب رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"،عن عمر يناهز الثمانين سنة، مخلفا رصيدا مهنيا إعلاميا ثريا ثم أدبيا خلاقا،أدمجه المختصون ضمن الموروث الهام للتاريخ الإنساني. فلاش باك مع هذا الهرم في الرواية العربية الذي ودعنا بعد معاناة طويلة مع المرض. رحل عنا الأديب السوداني الطيب صالح اليوم،الأربعاء،بلندن،عن عمر يناهز الثمانينات،بعد معاناة طويلة مع مرض القصور الكلوي. وعرف الطيب صالح بروايته "مواسم الهجرة إلى الشمال"،التي وصفت بأهم رواية عربية في القرن العشرين،عكس فيها الكاتب السوداني المتألق عالميا شحصية المثقف العربي المتحرر ونظرة الاخر إليه أي الغرب. وترجمت هذه الرواية كما العديد من أعماله إلى الكثير من لغات العالم،كما اختيرت سنة 2002 ضمن مجموعة 100 رواية الأفضل في التاريخ الإنساني.و حولت بعض أعلامه إلى أعمال سينمائية. وولد الطيب صالح سنة 1929 بشمال السودان،انتقل إلى الخرطوم لمتابعة دراسته ثم لندن حيث فضل دراسة الشؤون الدولية على حساب توجهه العلمي. عمل الطيب صالح بالفسم العربي لإذاعة بي بي سي البريطانية،واستقال منها فيما بعد ليعود إلى بلده السودان،حيث اشتغل لفترة قصيرة في الإذاعة المحلية لينتقل إلى قطر حيث عمل في وزارة الإعلام،ثم عمل مديرا إقليميا بمنظمة اليونسكو في باريس،و استقر بعد ذلك بلندن حيث تزوج من بريطانية ونجب منها ثلاثة أطفال. السودانيون الذين لا يزالون يتخبطون في الخلافات الداخلية حول إشكالية جنوب السودان،سيظلون يتذكرون دعوة هذا المبدع العربي الكبير ،عندما دعاهم قبل أيام من وفاته إلى التصالح والعمل من أجل وحدة السودان.