أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهمية تزايد دور القانون في تونس في منع التونسيين من الهجرة غير الشرعية لأوروبا بحثا عن مستقبل أفضل. وقالت ميركل عقب لقائها مع رئيس سيراليون ايرنست باي كوروما اليوم الاثنين:"بالطبع لا يستطيع كل من لا يريدون البقاء في تونس القدوم لأوروبا". أضافت ميركل أن "هدفنا هو حل المشاكل في الدول الطاردة للمهاجرين.. من أجل توفير مستقبل للناس هناك وفرصة للعيش في وطنهم". وقالت ميركل إن على الاتحاد الأوروبي البحث عن سبل لتعزيز حكم القانون في تونس. وفي إشارة إلى التحولات السياسية الأخيرة في تونس ومصر قالت ميركل:"هذه هي مجرد بداية لطريق جديد ، وسنحاول مرافقة هذا الطريق بقوة". وتأتي تصريحات ميركل في ضوء مساعي إيطاليا للتصدي للهجرة غير الشرعية القادمة من تونس في أعقاب انهيار نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي قبل نحو شهر. وفي السياق نفسه طالب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير الحكومة الانتقالية في تونس بوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا. وقال دي ميزير اليوم الاثنين في مدينة نورنبرج جنوبي ألمانيا: "تونس الآن في عملية انتقالية ، وعواقب ذلك لا يمكن أن تكون الهروب. إننا نتمنى أن تقول الحكومة الانتقالية للمواطنين إننا بحاجة إليكم". وفي الوقت نفسه ذكر دي ميزير أنه يتعين على التونسيين أيضا أن يكونوا على استعداد للمشاركة في بناء بلادهم في عهدها الجديد ، وقال: "يتعين على الناس أن يعلموا أنهم ينتمون إلى تونس لكي يبنوا هناك تونس أخرى". وتأتي تصريحات الوزير الألماني في أعقاب دعوة وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني ، اليوم لحكومة تونسالجديدة إلى إعادة نشر دوريات بحرية لوقف المهاجرين غير الشرعيين من الوصول إلى بلاده . وجاءت دعوة فراتيني في أعقاب وصول نحو خمسة آلاف مهاجر ، معظمهم من تونس ، إلي جزيرة لامبيدوزا الجنوبية على مدي الأيام القليلة الماضية . وأجبر هذا النزوح السلطات الإيطالية على أعادة فتح مركز للاجئين في لامبيدوزا الواقعة على بعد 113 كيلو مترا من تونس. وقال دي ميزير إن إيطاليا تصرفت بشكل سليم بإعادة فتح المركز ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إيطاليا تتبع إجراءات اللجوء الخاصة بذلك. كما أكد الوزير الألماني أهمية بحث هذه المشكلة في الاتحاد الأوروبي والتوصل إلى حلول لها بشكل مشترك. وفي سياق متصل عارض سياسي في حزب المسيحي الديمقراطي ، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، استقبال مهاجرين غير شرعيين من أفريقيا. وقال السياسي في الشئون الخارجية والعضو في مجلس رئاسة الحزب ، فيليب ميسفيلدر ، اليوم قبيل اجتماع لقيادة الحزب في برلين إن الأيام الماضية كانت فقط بداية تدفق أكبر للمهاجرين إلى أوروبا. وأضاف ميسفيلدر: "أحذر لذلك من الاعتقاد بأنه يمكننا هنا في أوروبا حل مشكلات شمال أفريقيا". وفي المقابل أكد ميسفيلدر ضرورة أن تفعل بلاده كل ما في وسعها لتحقيق أجواء ديمقراطية ومستقرة في تونس.