نفت وزارة الدفاع التونسية اليوم الجمعة أن يكون الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي "دبر" عملية "لتصفية بعض القادة العسكريين" البارزين في الجيش التونسي ، تحطمت مروحيتهم العسكرية يوم 30 نيسان/أبريل 2002 في سماء مدينة "مجاز الباب" بمحافظة باجة ، شمالي البلاد. أسفر حادث تحطم المروحية ، الأمريكية الصنع ، عن مقتل جميع أفراد طاقمها الذي يتألف من 13 عسكريا ، بينهم الجنرال عبد العزيز رشيد سكيك قائد أركان جيش البر (الذي عينه بن علي في هذا المنصب قبل 5 أشهر من حادث تحطم المروحية) إلى جانب خمسة ضباط برتبة عقيد وخمسة برتبة رائد وملازمان وضابط صف. وانتقدت الوزارة في بيان ، نشرته وكالة الأنباء التونسية (وات) اليوم الجمعة ، ما وصفته ب"أسلوب الإثارة" الإعلامية الذي اعتبرت أن وسائل إعلام تونسية اتبعته عند فتحها مؤخرا ملف تحطم المروحية ، والذي يقول مراقبون إنه ظل غامضا ومحل شبهات طيلة السنوات الأخيرة. ولاحظت أن تقارير بعض وسائل الإعلام التونسية تضمنت "جزما بأن هذه الحادثة كانت مدبرة وذلك دون التحري والتثبت الجدي فيها وعدم الأخذ بالاعتبار تداعياتها وتأثيرها في الرأي العام وانعكاساتها على عائلات الضحايا". وقالت إن نشر وبث مثل هذه الأخبار "دون التحري في خفاياها" يعتبر طعنا في "مصداقية الجيش الوطني ، المعروف منذ نشأته بروحه الوطنية المسئولة وتحليه بالانضباط ونكران الذات والتفاني في خدمة البلاد وتعزيز مناعتها". وذكرت أن لجنة تحقيق تشكلت اثر تحطم المروحية ، وضمت خبراء عسكريين تونسيين وأمريكيين من الشركة المصنعة للمروحية ، أرجعت تحطم الطائرة إلى "عطب فني" طرأ على المروحية الأساسية للطائرة ومروحية توجيهها ، وذلك "بعد إجراء تحقيق تقني وعملياتي معمق ومدقق". كانت صحيفة "الصباح" اليومية التونسية ذكرت في تقرير نشرته بعد 8 أيام من سقوط نظام الرئيس التونسي المخلوع إلى أنه لم يسبق تسجيل عطل أو حادث من هذا النوع في أي دولة من الدول المالكة لهذا النوع من المروحيات الأمريكية. ودعت إلى إعادة فتح التحقيق في حادث تحطم المروحية المنكوبة ، وطالبت الولاياتالمتحدة بنتائج التحقيق الذي أجراه الخبراء الأمريكيون الذين أوفدتهم الشركة الأمريكية المصنعة للطائرة إلى تونس اثر الحادث. عرض التلفزيون الرسمي التونسي يوم 19 نيسان/أبريل الجاري شريطا وثائقيا بعنوان "سقوط النظام الفاسد" ورد فيه أن بن علي "دبر" حادثة المروحية لتصفية القادة العسكريين المذكورين. كما ذكرت تقارير إخبارية نشرت في وقت سابق أن بن علي "تعمد" إرسال العسكريين المذكورين في "مهمة" مع بعضهم على متن المروحية ، وأنه أعطى أوامره للجيش باستهداف الطائرة بصاروخ أرض-جو ليتخلص منهم جميعا بعد أن أدرك أنهم كانوا يدبرون لتنفيذ انقلاب عسكري ضده. يذكر أن الطائرة ساعة تحطمها كانت عائدة من مهمة تفقد لوحدات الجيش التونسي المنتشرة في ولاية الكاف /شمال غربي تونس/ على الحدود مع الجزائر المجاورة.