أعرب رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس راشد الغنوشي الاثنين عن "شكوك حقيقية" لديه بوجود "مؤامرة" لتاخير موعد انتخابات المجلس الوطني التاسيسي او الغائه، في وقت لم يتم تحديد موعد الانتخابات الاولى في حقبة ما بعد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي رسميا. وقال الغنوشي خلال تجمع اقيم في تونس العاصمة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتاسيس حركته "اصبحنا نسمع حديثا عن فكرة استبعاد انتخاب مجلسي تاسيسي ونحن لا نستبعد التحضير لمسارات اخرى ويتم غلق المجال امام انتخاب مجلس تاسيسي" الذي لم يحدد تاريخه بعد والذي من المقرر ان يضع دستورا جديدا للمرة الثانية في تاريخ تونس المستقلة ليحل محل دستور 1959. واضاف "تراودنا شكوك حقيقية على ان من اقدم على زلزلة تاريخ الانتخابات لا عجب ان يتراجع لصالح موعد اخر (...) نشك بجدية بان هنالك تامرا وتدبيرات لمنع الشعب التونسي من المضي الى صناديق الاقتراع". وحذر من من ان تاجيل الانتخابات او الغاءها "سيدفع بالبلاد نحو دوامة العنف". واتهم رئيس الحركة اطرافا سياسية قال انها "تخشى صناديق الاقتراع بالسعي وراء هذه المؤامرة التي قد تحاك"، من دون ذكر اسماء. وبرز جدل كبير في تونس في الاونة الاخيرة بشان موعد انتخاب المجلس الوطني التاسيسي الذي كانت السلطات الانتقالية حددت موعده في 24 تموز/يوليو، غير ان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي كلفت، لاول مرة في تونس، بالاشراف على الانتخابات دعت الى تنظيمها في 16 تشرين الاول/اكتوبر. واشارت السلطات وكذلك رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي ورئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة عياض بن عاشور، الى احتمال الاتفاق على موعد آخر. وكانت الاحزاب السياسية في تونس التي بلغ عددها 88 حزبا، انقسمت بين من يدعو للاسراع في تنظيم انتخابات المجلس التاسيسي بداعي العودة باسرع وقت ممكن الى الشرعية الدستورية والاهتمام بتحسين الوضع الامني والاقتصادي المهتز، ومن يطالب بتاخير الانتخابات اشهرا قليلة لاعطاء مزيد من الوقت للحملات الانتخابية والتحضير لهذه الانتخابات بشكل جيد كي تكون "اول انتخابات تعددية وديموقراطية وحرة وشفافة حقيقية" منذ استقلال تونس قبل 55 عاما. وتبدي حركة النهضة، التي يتوقع الخبراء حصولها على ما يقل عن 20% من المقاعد في الانتخابات، اصرارا على ابقاء موعد الاستحقاق في 24 تموز/يوليو. 7 جوان 2011