تدفق اللاجئين من ليبيا إلى المدن الحدودية التونسية مازال مستمرا إذ وصل إلى تونس يوم الجمعة 7062 لاجئا منهم 632 عائلة ليبية. ويعاني المقيمون في المخيمات من الظروف القاسية التي تتسبب بها الحرارة المرتفعة في هذا الفصل، وينتمي هؤلاء اللاجئون إلى 45 جنسية. على الرغم من أن الجيش التونسي من أضعف الجيوش في شمال أفريقيا عددا وعدة (35 ألف رجل) فقد وجد نفسه في أعقاب الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي مُكرها على مواجهة مهمات متنوعة ومتناقضة أحيانا. واكتسب الجيش شعبية واسعة بعد رفضه تنفيذ أوامر بن علي بإطلاق النار على المتظاهرين، إلا أن عزل 47 من القيادات الأمنية بعد الثورة والإحباط الذي أصاب الباقين، دفع المؤسسة العسكرية لتولي مهام أمنية عدة. ويمكن للمتجول في المدن التونسية اليوم أن يلحظ أن آليات الجيش رابضة أمام المقار الرسمية والمنشآت العامة ومنها وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة تونس. ورتب اندلاع الصراع في ليبيا بين كتائب القذافي والثوار اعتبارا من 17 شباط (فبراير) الماضي، مهمات جديدة على جيش اتفق الرئيسان السابقان بورقيبة (1956–1987) وبن علي (1987–2011) على إهماله بسبب اعتمادهما سياسة دفاعية ترتكز على تحالف متين مع كل من فرنسا والولايات المتحدة. ومع تصاعد المعارك في منطقة الجبل الغربي واقترابها من الحدود التونسية، صارت مدن تونسية مثل الذهيبة تتلقى حصتها من القذائف والصواريخ. وطاول القصف في أكثر من مناسبة وحدات الجيش التونسي المرابطة في المدن الحدودية، لأن المعارك بين الكتائب والثوار كانت تدور على الجانب الآخر من المعبر للسيطرة على مدينة وازن الليبية، فضلا عن المدنيين التونسيين الذين كانت أحياؤهم وبيوتهم هدفا لقذائف الكتائب أيضا. تعزيزات كبيرة: وأفادت وكالة الأنباء الرسمية التونسية أمس أن الجيش التونسي عزز تمركزه على الحدود الشرقية لمحافظة تطاوين الحدودية خلال اليومين الماضيين، ودعم قدراته الدفاعية بالعديد من الاليات الثقيلة "تحسبا من كل تهور يمس من حرمة التراب الوطني" على ما قالت الوكالة. وعزا مراسل في المنطقة تلك الخطوة إلى وصول تعزيزات كبيرة إلى منطقة "الغزايا" الليبية ما شكل مؤشرا على قرب هجوم اخر على المعبر الحدودي التونسي-الليبي وازن-ذهيبة الذي يسيطر عليه الثوار منذ يوم 29 نيسان (ابريل) الماضي. وأشارت الوكالة إلى أن كتائب القذافي حاولت اكثر من مرة دخول التراب التونسي للإلتفاف على الثوار ومباغتتهم من الجانب التونسي للمعبر، إلا ان القوات المسلحة التونسية وقفت سدا منيعا امامها بحسب الوكالة وحالت دون توغلها في الأراضي التونسية في حال فرارها من قبضة الثوار. وأكدت أن التونسيين أعادوا عناصر كتائب القذافي من حيث أتت كلما حصل توغل. وتزايدت أهمية معبر وازن-ذهيبة بعدما اصبح حيويا لطرفي النزاع، لان الثوار المنتسبين الى مدن ومناطق جبل نفوسة (أو الجبل الغربي) مضطرون للجوء إليه، إذ لا منفذ لديهم من أجل التزود بالمؤونة والعلاج. وبالمقابل لا يمكن لقوات القذافي الدخول إلى مناطق الجبل الغربي والتحكم فيها ما لم تسيطر على معبر ذهيبة-وازن. وأفادت الوكالة أن "اكثر من 5 قذائف غراد سقطت في الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء الماضيين قرب مركز العبور التونسي من دون ان تتسبب في خسائر بشرية ومادية، عدا ما ادخلته من هلع في قلوب العاملين وسكان المنطقة عموما". وأكد ناطق باسم الجيش التونسي أن "القذائف السبع التي سقطت في مدينة الذهيبة لم تحدث أضرارا ولم تصب المخيمات ولا الأهالي". لاجئون من 45 جنسية : يُذكر أن تدفق اللاجئين من ليبيا إلى المدن الحدودية التونسية مازال مستمرا إذ وصل إلى تونس يوم الجمعة 7062 لاجئا منهم 632 عائلة ليبية. ويعاني المقيمون في المخيمات من الظروف القاسية التي تتسبب بها الحرارة المرتفعة في هذا الفصل، وينتمي هؤلاء اللاجئون إلى 45 جنسية. وفي سياق متصل ساهمت القوات المسلحة التونسية في إعادة الأمن إلى مناطق عدة في البلد، بحسب العقيد مختار بن نصر أحد الناطقين بلسان وزارة الدفاع التونسية. وأكد بن نصر في لقاء مع الصحافيين أمس أن الوضع الأمني الراهن "هادئ وتحت السيطرة بعدما شهدته بعض المحافظات من أعمال عنف واعتداءات على المؤسسات العامة والخاصة في أحياء من العاصمة تونس وتاجروين وسيدي بوزيد ومنزل بورقيبة. أكثر من ذلك ساهم الجيش في تأمين محاصيل الحبوب ومراقبة الضيعات الزراعية الكبيرة بسبب الأوضاع الأمنية الدقيقة. صحيفة القدس الصادرة من الأرض المحتلة: 24 تموز 2011