من الأكيد أن الملاحظين من الطرفين الإسلامي والأوروبي يعلقون آمالا عريضة على هذا المركز الفكري و العلمي, سواء في تكوين الطاقات الإسلامية الشابة مثل إمام المسجد ومدرس الإسلام لأطفال المسلمين بألمانيا, أو بتعميق أسس الحوار الأوروبي الإسلامي وقع يوم الإثنين الماضي 14 يناير افتتاح كلية جديدةوفريدة من نوعها في ألمانيا في مجال تدريس العلوم الشرعية الإسلامية بمدينة توبنغن,التي تضم إحدى أعرق الجامعات على المستويين الألماني والأوروبي. أُطلق اسم مركزالعلوم الشرعية الإسلامية على هذه المؤسسة الأكاديمية الواعدة و أثار تدشين مبنىالمركز اهتماما واسعا في الأوساط الأكاديمية و الإعلامية. شهد الحفل الذي أقيمبهذه المناسبة حضورا لافتا سواء من جمهور المدعوين أو من عدد من الشخصيات السياسية و الأكاديمية الهامة. وبعد أن ألقى بارند أنجلر رئيس جامعة ابرهارد كارل بتوبنغن كلمة الترحيب, تداول الكلمة كل من أنات شافان الوزيرة الألمانية للتكوين والبحث العلمي و تيريزيا باور وزيرة العلوم و البحث و الفنون بمقاطعة بادن فورتمبرغو بكر ألبُوَا الناطق باسم مجلس التنسيق الإسلامي بألمانيا و مهمت باتشاجي منإدارة الشؤون الدينية التركية و مصطفى شيريتش مفتي ساراييفو بجمهورية البوسنة و الهرسك. و قد اتسمت جميع التدخلات بالإشارة إلى أهمية هذه الخطوة الجريئة التيقطعتها ألمانيا لفتح باب الحوار الحضاري بين الغرب و العالم الإسلامي. كما يعتبرهذا المركز الرائد لبنة أساسية في بناء جسور التواصل بين العالمين الغربي والإسلامي و تيسير و تعميق اندماج الجالية الإسلامية سواء في هويتها الحضارية أو في المجتمع الألماني. ومن الجدير بالذكر تعيين الأستاذ عمر حمدان, صاحب المساهمات القيمة في البحوث القرآنية و المعروف في الأوساط الأكاديمية العالمية,مديرا للمركز و صاحب أول كرسي علمي به. و من الأكيد أن الملاحظين من الطرفين الإسلامي والأوروبي يعلقون آمالا عريضة على هذا المركز الفكري و العلمي, سواء في تكوين الطاقات الإسلامية الشابة مثل إمام المسجد ومدرس الإسلام لأطفال المسلمين بألمانيا, أو بتعميق أسس الحوار الأوروبي الإسلامي و التخلص من الصورة المشوهة عن الإسلام في الغرب. ولاشك أن العالم الإسلامي عامة و الجاليات المسلمة بأوروبا مدعوان للتفاعل مع مثل هذه المراكز الهامة, و المساهمة في نجاح عملها. الوسط التونسية بتاريخ 21 جانفي 2012