الكثير من الفلسطينيين راضون عن محاربة اسرائيل. وقال فرج الصوافير (55 عاما) الذي قصفت القوات الاسرائيلية منزله "نحن شعب غزة.. نحن المقاومة. حماس وغيرها هم أبناؤنا وإخواننا.. نحن أصابع في يد واحدة. إنهم يحاربون ويستشهدون من أجلنا .. انهم يتكبدون خسائر ونحن نضحي أيضا." أدت الضغوط الدولية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة إلى تسليط الأضواء على الرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي يوم الثلاثاء بعد ان استمرت الجولة الاخيرة من اطلاق الصواريخ الفلسطينية والغارات الجوية الاسرائيلية لنحو اسبوع وأسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل. ووازن زعماء اسرائيل بين مزايا ومخاطر الاجتياح البري وإرسال دبابات وقوات مشاة إلى القطاع ذي الكثافة السكانية العالية قبل شهرين من الانتخابات الاسرائيلية وأشاروا إلى أنهم يفضلون المسار الدبلوماسي بدعم من قوى العالم بما في ذلك الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. وبحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراؤه الخطوات التالية خلال اجتماع استمر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع طلب عدم نشر اسمه بعد الاجتماع "قبل أن نقرر الغزو البري يعتزم رئيس الوزراء استنفاد المسار الدبلوماسي لمعرفة ما إذا كان يمكن التوصل إلى وقف طويل المدى لاطلاق النار." وربما يمر أي حل دبلوماسي من خلال مصر التي تمثل فيها الإطاحة بالرئيس حسني مبارك وانتخاب الرئيس الإسلامي مرسي جزءا من إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل جذري. وتلقى مرسي اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين والذي قال له إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يجب أن توقف الهجمات الصاروخية على اسرائيل وهو ما يعني دعما فعليا للهدف المعلن لاسرائيل في شن الهجوم الأسبوع الماضي. ونقل البيت الأبيض عن أوباما قوله أيضا إنه يأسف على سقوط قتلى من المدنيين الذين يمثلون أغلبية القتلى على الجانب الفلسطيني. وقال البيت الأبيض "بحث الزعيمان سبل الحد من تصعيد الوضع في غزة وأبرز الرئيس أوباما ضرورة إنهاء حماس إطلاق الصواريخ على اسرائيل." وأضاف "بعد ذلك اتصل الرئيس أوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي اطلعه على أحدث تطورات الوضع في غزة واسرائيل. وفي كلا المكالمتين أبدى الرئيس أوباما أسفه على خسارة الأرواح بين الاسرائيليين والفلسطينيين." وقتل ثلاثة مدنيين اسرائيليين و108 فلسطينيين. ويقول مسؤولو غزة إن أكثر من نصف القتلى من القطاع من المدنيين منهم 27 طفلا. وحذر مرسي نتنياهو من عواقب وخيمة من غزو بري كالذي حدث في 2008-2009 وأسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل في غزة قبل أربع سنوات. لكنه كان حريصا على عدم إثارة استياء اسرائيل التي تربطها بمصر معاهدة سلام موقعة عام 1979 أو واشنطن التي تقدم المساعدات للقاهرة. ومن الممكن أن يلقي اجتماع يوم الثلاثاء في القاهرة بين مرسي وبان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي توجه إلى هناك في وقت متأخر يوم الاثنين الضوء على شكل أي اقتراحات للتهدئة. وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل لرويترز "أعتقد أننا قريبون لكن طبيعة هذا النوع من المفاوضات تجعل التكهن بنتيجتها صعبا جدا." وتقول وسائل إعلام اسرائيلية إن مسؤولين اسرائيليين موجودون ايضا في القاهرة لإجراء محادثات. ومن المقرر أن يلتقي بان بنتنياهو في القدس قريبا. وبعد أن قدم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس مطالبه في القاهرة وهي أن تتخذ اسرائيل الخطوة الأولى لإعادة الهدوء وحذر نتنياهو من أن الغزو البري لغزة من الممكن أن يفسد احتمالات إعادة انتخابه في يناير كانون الثاني نفى مسؤول اسرائيلي رفيع تأكيد حماس على أن رئيس الوزراء الاسرائيلي هو الذي طلب التهدئة. وقال مشعل "إن أرادوا وقف إطلاق النار فمن بدأ الحرب عليه أن يوقفها" في إشارة إلى اغتيال احمد الجعبري القائد العسكري لحماس في غارة جوية يوم الأربعاء وهي الخطوة التي أعقبت تصعيدا في الهجمات الصاروخية الفلسطينية على بلدات اسرائيلية طوال عدة أسابيع. وقال مسؤول مقرب من نتنياهو لرويترز "إسرائيل مستعدة واتخذت خطوات وهي جاهزة للهجوم البري للتعامل مع الآلة العسكرية لحماس." وأضاف "نفضل أن نرى حلا دبلوماسيا يضمن السلام لمواطني إسرائيل في الجنوب. اذا كان هذا ممكنا فلن تكون هناك حاجة للقيام بعملية برية. لكن اذا فشلت الدبلوماسية قد لا يكون امامنا خيار سوى الدفع بقوات برية." وقال مصدر إسرائيلي إن من المتوقع أن تسافر وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى إسرائيل يوم الثلاثاء وستجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي غدا الأربعاء في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الجهود الدبلوماسية بشأن غزة. وأضاف المصدر "ستصل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مساء اليوم وستجتمع بنتنياهو غدا." وأصبح موقف حماس أفضل نتيجة تولي إسلاميين السلطة في مصر ودول أخرى وبعد ان تقرب منها زعماء خليجيون سنة مثلها حتى تبتعد الحركة الاسلامية عن حليفتها القديمة الشيعية ايران اختبرت حماس مدى قدرتها على المناورة وكذلك صواريخ أطول مدى وصلت إلى تل أبيب. وأظهرت إحصاءات اسرائيلية بعض الهدوء في حدة القتال امس. وأحصت الشرطة الاسرائيلية 110 صواريخ ولم تسبب خسائر بشرية منها 42 صاروخا أسقطتها البطاريات المضادة للصواريخ. ومقارنة بأكثر من ألف صاروخ وهو إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقت فإن المؤشرات هي أن مستوى العنف تراجع. واستأنف نشطاء فلسطينيون إطلاق الصواريخ على اسرائيل صباح يوم الثلاثاء مما دفع الاسرائيليين إلى الاحتماء بالمخابيء في البلدات الجنوبية. وقال الجيش الاسرائيلي إنه شن مئة غارة جوية طوال الليل. وقال في بيان "تم استهداف مؤسسة مالية تستخدمها حماس في تمويل أنشطتها الإرهابية في شمال قطاع غزة." وقالت حماس إن طفلين توأمين عمرهما أربع سنوات قتلا مع أبويهما عندما ضربت غارة جوية منزلهم في بيت لاهيا. وقال جيران إن سكان المنزل لا علاقة لهم بجماعات النشطاء. ولم تعلق اسرائيل على الفور على ذلك الهجوم. وهي تقول إنها تتوخى الحذر البالغ لتجنب سقوط قتلى من المدنيين وتتهم حماس وجماعات أخرى بتعمد إيذاء سكان غزة البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة من خلال وضع قاذفات الصواريخ وسطهم. لكن الكثير من الفلسطينيين راضون عن محاربة اسرائيل. وقال فرج الصوافير (55 عاما) الذي قصفت القوات الاسرائيلية منزله "نحن شعب غزة.. نحن المقاومة. حماس وغيرها هم أبناؤنا وإخواننا.. نحن أصابع في يد واحدة. إنهم يحاربون ويستشهدون من أجلنا .. انهم يتكبدون خسائر ونحن نضحي أيضا." وحضر آلاف يوم الاثنين جنازة أربعة أطفال وخمس نساء كانوا بين 11 شخصا قتلوا في غارة جوية اسرائيلية سوت منزلا من ثلاثة طوابق بالأرض في اليوم السابق. ولفت الجثث بالأعلام الفلسطينية ورايات حماس. واختلطت أصداء الانفجارات بأصوات النحيب وصيحات "الله أكبر". وقالت اسرائيل إنها تحقق في الغارة التي أسفرت عن انهيار منزل عائلة الدلو التي سقط منها قتلى من أربعة أجيال. وقالت بعض الصحف الاسرائيلية إنه ربما تم قصف المنزل على سبيل الخطأ. ولليوم الثاني على التوالي قصفت صواريخ اسرائيلية برجين في مدينة غزة يضمان وسائل إعلام دولية. وقتل اثنان هناك أحدهما من مقاتلي الجهاد الإسلامي. وفي مشاهد تعيد إلى الأذهان الاجتياح الإسرائيلي لغزة في شتاء 2008-2009 تم نشر دبابات وقطع مدفعية وجنود مشاة في معسكرات ميدانية على الحدود. كما أصدرت إسرائيل أمرا باستدعاء 75 ألفا من قوات الاحتياط وتمكنت حتى الآن من تعبئة نصف هذا العدد. ورغم ان 84 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون الهجوم الراهن على غزة طبقا لاستطلاع للرأي نشرته صحيفة هاارتس فإن 30 في المئة فقط يريدون غزوا بريا. ومع تغير موازين القوى في الشرق الأوسط بصورة كبيرة بسبب انتفاضات الربيع العربي فإن الرئيس الأمريكي يواجه بعد إعادة انتخابه اختبارا صعبا لتحقيق تطلعات واشنطن في السلام والاستقرار بالمنطقة. واتهمت روسياالولاياتالمتحدة أمس بمنع محاولة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة العنف في قطاع غزة. وتمنع واشنطن بصفة عامة مجلس الأمن من ممارسة ما تراه ضغطا غير ضروري على حليفتها اسرائيل. من نضال المغربي (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي) 20 نوفمبر 2012 Tue Nov 20, 2012 8:49am GMT