قالت مصادر أمنية وشهود إن جنودا اسرائيليين قتلوا ستة فلسطينيين بينهم شرطي وأصابوا أكثر من 35 آخرين بجراح في سلسلة من الغارات الجوية والمعارك بالاسلحة الناريةفي بيت حانون شمالي غزة الأربعاء. وقال الشهود ان المعارك نشبت حينما دخلت قوات مشاة إسرائيلية تدعمها قوات مدرعة شمال غزة قبل الفجر وبعد ذلك وقعت عدة غارات جوية. وقالت مصادر أمنية إن غارة جوية قتلت شرطيا فلسطينيا وانه جرح خلال المعارك أكثر من 35 شخصا منهم ستة مسلحين على الأقل ومدنيون بينهم امرأة في حالة حرجة أصيبت بجروح من أعيرة نارية في الرأس. وقال أطباء إن غارة جوية ثانية قتلت مسلحا يبلغ من العمر 23 عاما وإن مسلحا من حركة المقاومة الاسلامية حماس يعمل ايضا حارسا شخصيا لأحد أعضاء مجلس الوزراء توفي متأثرا بجراحه بعد احد الاشتباكات. وقال الشهود إن سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول الى بعض المصابين إلا بعد مرور بضع ساعات بسبب شدة إطلاق النيران. وأكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه "تجري عمليات برية في شمال غزة الان" وقال انه وقعت غارتان جويتان استهدفتا مسلحين كانوا يقتربون من القوات أو يزرعون قنابل. كما قال الجيش الإسرائيلي إن العمليات متواصلة في القطاع. وقال شهود عيان ان عشرات المدرعات الاسرائيلية احتشدت على الحدود مع غزة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وكان مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون قد قالوا إن مسلحين من حركة حماس قتلا خلال اشتباك جرى في قطاع غزة يوم الثلاثاء. وأضاف المسؤولون أن الحادث وقع قرب قرية خوزة الواقعة شرقي مخيم للاجئين الفسطسنيين على الحدود المصرية الإسرائيلية. يذكر أن القوات الإسرائيلية بدأت حملة عسكرية في القطاع منذ شهر يونيو/حزيران الماضي عندما نفذ مسلحو حماس هجوما على قاعدة عسكرية داخل إسرائيل قتلوا خلالها جنديين وأسروا ثالثا. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قد قال يوم الاثنين ان الحكومة قد تقرر في الايام القادمة شن هجوم واسع النطاق في قطاع غزة، وذلك وفقا لما ذكرته مصادر برلمانية. وحذر اولمرت في اجتماع للجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنسيت من ان "الجيش يعد لواحدة من العمليات الأوسع نطاقا في قطاع غزة". واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي ان "الحكومة تنوي اتخاذ قرار بشأن الطبيعة المحددة لهذه العملية في الايام القادمة". الا انه اكد من جديد عدم وجود نية لدى اسرائيل في اعادة احتلال قطاع غزة الذي انسحبت منه العام الماضي. ويطرح كثير من المسؤولين الاسرائيليين منذ اسابيع امكانية شن عملية واسعة النطاق في قطاع غزة لوضع حد لاطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل ولعمليات تهريب الاسلحة من مصر ولتحرير الجندي الذي اسرته مجموعات فلسطينية مسلحة في نهاية حزيران/ يونيو الماضي على تخوم قطاع غزة. وقد شنت القوات الاسرائيلية هجوما في قطاع غزة في نهاية حزيران/ يونيو قتل خلاله اكثر من 260 فلسطينيا. قتلى حماس وقال اولمرت ان الجيش الاسرائيلي قتل "300 من عناصر حماس" في قطاع غزة منذ نهاية حزيران/ يونيو. واشار من جهة اخرى الى ان اسرائيل تعمل على دعم جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حماس التي تتولى رئاسة الحكومة الفلسطينية. ونقل النائب ران كوهين عن اولمرت قوله "ان الجيش الاسرائيلي يواصل تحركاته ضد الارهاب في قطاع غزة مع استمرار المساعدة الانسانية (للفلسطينيين) ولابي مازن". واشار اولمرت خاصة الى احتمال موافقة اسرائيل على نشر عناصر من كتيبة بدر التابعة لحركة فتح والمنتشرين حاليا في الاردن في الاراضي الفلسطينية. إخلال بالأمن وقال اولمرت في هذا الصدد انه "اذا كان نشر قوة اضافية يمكن ان يساعد ابو مازن فإن اسرائيل ستنظر بايجابية في هذا الانتشار شرط الا يخل ذلك بأمننا". من جهته طالب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الاثنين المجتمع الدولي بالتدخل لوقف "المخططات الاسرائيلية الرامية الى اعادة احتلال جزء من قطاع غزة". وقال هنية خلال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء ان "الاجتياحات والتهديدات الاسرائيلية متواصلة ودخلت هذه التهديدات مرحلة جديدة بالحديث عن اعادة احتلال محور صلاح الدين (فلادلفيا الذي يضم معبر رفح على الحدود الفلسطينية المصرية) ما يشكل انتهاكا صارخا وعودة لاحتلال جزء من قطاع غزة ومحاولة لفصل القطاع عن مصر". تدخل فوري واضاف: "نطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لكبح جماح العدوان الاسرائيلي ووقف المخططات الاسرائيلية القاضية باعادة احتلال جزء غالي من قطاع غزة واغلاق المعابر". واكد هنية ان "الحدود فلسطينية مصرية والامن في الجانبين الفلسطيني والمصري على حد سواء.. نحن قادرون على توفير الامن للمواطنين الفلسطينيين".