قتل شاب لبناني الاحد في اشتباك ترافق مع استمرار الاعتصام الشعبي الذي تنظمه المعارضة اللبنانية مطالبة باسقاط الحكومة لليوم الثالث على التوالي فيما بدأ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مهمة مساع حميدة. وهي الضحية الاولى منذ بداية حركة الاعتصام بقيادة حزب الله القريب من سوريا في وسط العاصمة اللبنانية. وافاد مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان "لبنانيا شابا (20 عاما) يدعى علي احمد محمود توفي متأثرا بجروح اصيب بها نتيجة اطلاق رصاص عليه" مشيرا الى ان جرحى آخرين تلقوا العلاج في المستشفى نفسه قبل ان يغادروا. ووقعت مواجهات بعد الظهر في حي قصقص السني على هامش الاعتصام الذي تنفذه المعارضة مطالبة باسقاط الحكومة. وعاد الهدوء الى الحي بعد تدخل القوى الامنية. وقال شهود ان المواجهة وقعت حين هاجم قاطنون في الحي موكبا لمعارضين وتخللها عراك بالايدي والعصي. وانتشر عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في الحي. وبدأ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاحد مهمة مساع حميدة في بيروت بحثا عن مخرج للازمة السياسية في لبنان. وشدد موسى على "ضرورة الخروج من الازمة" وذلك اثر لقائه مسؤولين في حزب الله الشيعي. وكان شدد بعد لقائه مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على "خطورة" الوضع مشيرا الى انه سيعمل مع كل الاطراف من اجل التوصل "الى الوحدة الوطنية". ومن المقرر ان يلتقي موسى مجددا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كما سيزور رئيس الجمهورية اميل لحود. وواصلت المعارضة اعتصامها لليوم الثالث مطالبة برحيل الحكومة. واحتشد نحو مئة الف متظاهر بحسب تقديرات وكالة فرانس برس. واحتل الحشد كامل ساحة رياض الصلح التي يشرف عليها مقر رئاسة الحكومة الذي يلازمه السنيورة وعدد كبير من الوزراء اضافة الى قسم من ساحة الشهداء المجاورة وطرق مؤدية الى الساحتين. والقى رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية القريب من سوريا كلمة في المتظاهرين هاجم فيها حكومة السنيورة متهما اياها باثارة الانقسامات الطائفية. واتهم فرنجية الغالبية النيابية باستغلال اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 لتأجيج الانقسام مؤكدا ان الحريري "شهيد كل لبنان" ومطالبا بحكومة وحدة وطنية. بدوره انتقد الوزير السابق طلال ارسلان (درزي) تدخلات القادة العرب والاجانب الذين يتصلون بالسنيورة والوزراء لتأكيد دعمهم. واكد ان حكومة السنيورة لا تخدم لبنان بل السفير الاميركي جيفري فيلتمان. وكان مئات المعتصمين امضوا ليلتهم الثانية امام السراي الحكومي في وسط مدينة بيروت حيث نصبوا خيما بيضاء. وعلى الرغم من الازمة الخطيرة التي تشهدها البلاد انطلق ماراتون بيروت الدولي تحت شعار "كرمالك يا لبنان" الاحد وسط اجراءات امنية مشددة وبمشاركة عشرين الف رياضي. وفيما كان المشاركون يهرولون في شوارع العاصمة وهم يرتدون قمصانا كتب عليها كلمة "سلام" كان المعتصمون يواصلون تحركم في مقابل الجيش المحيط بالقصر الحكومي في وسط المدينة. واقيم قداس قبل الظهر في السراي الحكومي عن نفس وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل الذي اغتيل في 21 تشرين الثاني/نوفمبر. وحضر القداس اعضاء من الحكومة وافراد من آل الجميل ونواب مسلمون ومسيحيون. واعلن السنيورة في ختام القداس "وحده الحوار يمكن ان يأتي بالحل السياسي" مؤكدا مجددا على بقاء الحكومة. وبالرغم من وجود المعتصمين على مسافة بضع مئات الامتار من السراي فمن الممكن للدبلوماسيين والزوار الدخول اليها من دون مواجهة عوائق تحت حماية الجيش المنتشر في محيطه. واعلنت الغالبية النيابية المناهضة لسوريا تصميمها على مواجهة "هذه المحاولة الانقلابية وحماية لبنان". ويشكل حزب الله المدعوم من دمشق وطهران رأس حربة الاعتصام الذي تشارك فيه احزاب وحركات اخرى ابرزها حركة امل الشيعية الموالية لدمشق بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي العماد ميشال عون.