تستكمل تركمانستان السبت الاستعدادات لاجراء مراسم جنازة رئيسها مدى الحياة صابر مراد نيازوف الذي توفي عن 66 عاما بدون تعيين خليفة له مما اثار الصدمة والقلق في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى الغنية بالغاز الطبيعي. وقد اغلقت الشرطة صباح السبت الطريق بين العاصمة عشق اباد وقرية كيبتشاك مسقط رأس الرئيس نيازوف الذي سيدفن في ضريح العائلة الاحد بحسب صحافي من وكالة فرانس برس. وشوهد عمال في المكان وهم يصلحون تحت المطر وسط الضباب الطريق التي سيسلكها الموكب الجنائزي اعتبارا من الساعة 7,00 ت غ الاحد. وسيسجى الجثمان اعتبارا من الساعة 4,00 ت غ في القصر الرئاسي ليتمكن الراغبون في القاء النظرة الاخيرة على من قاد تركمانستان بقبضة من حديد طيلة 21 سنة فارضا على البرلمان في 1999 تعيينه رئيسا مدى الحياة ومؤسسا سياسة عبادة الشخصية التي شكلت اساس نظامه الذي يعد من اقسى الانظمة السياسية في العالم والاكثر انغلاقا. وسيرقد في الضريح العائلي الذي بنته شركة البناء العملاقة بويغ الى جانب رفات والده الذي قتل ابان الحرب العالمية الثانية وشقيقيه ووالدته الذين توفوا في هزة ارضية كبيرة فيما كان طفلا. ويقع ضريح عائلة نيازوف الى جانب المسجد الكبير في آسيا الوسطى الذي ترتفع مئذنته الى علو 90 مترا وقد بنته شركة بويغ ايضا بمئة مليون دولار. وقد تقرر الحداد الوطني الخميس حتى 30 كانون الاول/ديسمبر. وسيشارك في مراسم التشييع خصوصا الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي ميخائيل فرادكوف. ولا تزال تركمانستان تتساءل بشأن من سيخلف نيازوف على رأس الدولة بالرغم من ان الرئاسة بالوكالة عهدت الى نائب رئيس الوزراء قربان قولي بردي محمدوف في انتظار اجراء انتخابات بعد شهرين. كما كلف تنظيم مراسم الجنازة وهو دور يوكل بحسب التقليد السياسي السوفياتي الى الخليفة شبه الرسمي. وكان التلفزيون الرسمي في تركمانستان قد اعلن الجمعة ان رئيس البرلمان اوفيزغيلدي عطاييف الذي ابعد من تولي الرئاسة بالوكالة رغم ان الدستور ينص على ان يخلف الرئيس الراحل صابر مراد نيازوف اقيل من منصبه واتهم بالتشجيع على الانتحار. ووقع رئيس الدولة بالوكالة قربان قولي بردي محمدوف مرسوما باقالة عطاييف في جلسة برلمانية استثنائية صوت خلالها النواب ال65 على رفع الحصانة البرلمانية عنه بناء على طلب المدعي محمد غولي اوغشوكوف. وقال بردي محمدوف "اوفيزغيلدي عطاييف غادر القاعة". ويرجح ان عطاييف اعتقل فورا في ضوء الممارسات المتبعة في تركمانستان. وقد اتهم بدفع شابة الى الانتحار ويواجه عقوبة السجن لثلاثة اعوام. وكان عطاييف منع نجله من الزواج بفتاة لانها تتحدر من قبيلة غير قبيلته فحاولت الانتحار لكنها نجت. ويقمع قانون العقوبات في تركمانستان ايا من اشكال التمييز القبلي. وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد من اجتماع وزاري في ايلول/سبتمبر هدد خلاله الرئيس الراحل صابر مراد نيازوف رئيس البرلمان بملاحقته قضائيا. وبحسب الدستور كان على عطاييف ان يتولى الرئاسة بالوكالة اثر وفاة نيازوف (66 عاما) الذي حكم تركمانستان طوال 21 عاما.