من المقرر أن يزور رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي يوم غد الأربعاء العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية تستغرق يومين هي الأولي من نوعها منذ سنوات عديدة. وسيرافق رئيس الوزراء التونسي خلال هذه الزيارة وفد رفيع يضم وزراء الصناعة والطاقة عفيف شلبي، والتنمية والتعاون الدولي محمد النوري الجويني،والبحث العلمي الطيب الحذري، الي جانب حاتم بن سالم مساعد وزير الخارجية المكلّف بالشؤون الأوروبية،فضلا عن عدد من رجال الأعمال. وقال السفير الفرنسي في تونس سيرج دي غاليان ان رئيس الوزراء التونسي سيجري خلال زيارته التي تأتي ردا علي زيارة رئيس الوزراء الفرنسي السابق جون بيار رافاران الي تونس في نهاية شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي، محادثات مع الرئيس جاك شيراك، ومع نظيره الفرنسي فيليب دوفيلبان، ومع عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين حول السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون الثنائي. واعتبر السفير الفرنسي في تصريح نشرته صحيفة البيان التونسية امس الاثنين أن هذه الزيارة تندرج في اطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية والمتنوّعة بين تونسوفرنسا. وأوضح أنه سيتم خلالها بحث آفاق تطوير العلاقات بين البلدين وفقا للمصالح المشتركة لجهة تكثيف التعاون في شتي المجالات علي ضوء التّنافس الدولي التجاري المتفاقم، الي جانب تبادل الأراء ووجهات النظر حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، لاسيما علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي والتّعاون الأورو- متوسطي والحوار 5 زائد 5 . وسبق لصحيفة الموقف التونسية المعارضة أن أشارت في وقت سابق الي أن طبقة من الجليد أصبحت تغطي الطريق بين تونس وباريس في أوج الربيع اثر اخفاق مؤسستين فرنسيتين في الفوز بصفقة بيع جزء من رأس مال مؤسسة اتصالات تونس التي فازت بها مؤسسة تيكوم ديج التابعة لشركة دبي للاستثمار. وكان السفير الفرنسي لدي تونس قد أعرب عن أسفه لعدم فوز المؤسستين الفرنسيتين بهذه الصفقة،ولكنه قلّل من تأثيراتها السياسية، في الوقت الذي ذهبت فيه صحيفة الموقف الي القول ان هذا الأمر ألقي بظلال كثيفة علي العلاقات التونسية-الفرنسية، وترك آثارا سلبية في العلاقات السياسية بين البلدين. وتعتبر فرنسا من أهم حلفاء تونس في مختلف المجالات، حيث يتضمن الاطار القانوني الذي ينظم العلاقات بينهما العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الثنائية التي تتعلق بمختلف ميادين التعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياحي والثقافي والعلمي والتقني.