كشف وزير جزائري ان اكثر من ثلاثة الاف من سكان الولايات الحدودية لبلاده لقوا حتفهم في انفجار الغام مضادة للافراد تركها الاستعمار الفرنسي مزروعة ارضا. وقال الوزير جمال ولد عباس ان ثلاثة ملايين لغم مازالت مخفية تحت الارض من اجمالي 11 مليون لغم، تم تفجير ثمانية ملايين منها منذ استقلال البلاد في 1962. وكشف المسؤول الجزائري علي هذه الحقائق لدي افتتاحه امس بالجزائر العاصمة ملتقي دوليا حول كيفيات نزع الالغام المضادة للافراد والتكفل بضحاياها. وحضر الملتقي ممثلون عن عدة منظمات وهيئات انسانية دولية من بينها الصليب الاحمر الدولي ومنظمة هنديكاب انترناشونال المختصة في هذا المجال بهدف ايجاد صيغة للتكفل النفسي بالضحايا. ومازالت حقول الالغام التي تركها الاستعمار الفرنسي علي طول الولايات الحدودية مع كل من المغرب وتونس فيما عرف بخطي شال وموريس تحصد ضحاياها من السكان الي اليوم. وقاما جنرالان فرنسيان بالاسمين المذكورين ما بين سنتي 1957 و1958 بانشاء هذين الخطين بالاسلاك المكهربة وزرع الاف الكيلومترات بهذه الالغام في محاولة لمنع تسلل مقاتلي جبهة التحرير الوطني المحملين بالاسلحة الحربية الي داخل التراب الجزائري انطلاقا من تونس والمغرب. وترفض السلطات الفرنسية الي حد الان الكشف عن خرائط حقول هذه الالغام والتي تقدر جهات جزائرية مختصة كثافة زرعها بمعدل 35 الف لغم في الكلم المربع الواحد. ومازال السكان الرحل علي حدود البلدان المغاربية الثلاثة يدفعون ثمن هذا الواقع من خلال انفجار هذه الالغام التي كثيرا ما تعمل الامطار علي تعريتها وجرفها في مناطق بعيدة عن اماكن زرعها.