قتل ثلاثة اشخاص واصيب 18 آخرون صباح الثلاثاء في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا حافلتين للركاب في قرية عين علق المسيحية (25 كلم شمال شرق بيروت) عشية الذكرى الثانية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وقال متحدث باسم قوى الامن الداخلي طالبا عدم الكشف عن اسمه ان التفجيرين "نجما عن عبوتين ناسفتين" استهدفتا حافلتين كانتا تنقلان ركابا من عدد من قرى قضاء المتن الشمالي. وافاد ان القتلى الثلاثة هم لبنانيان وعامل مصري وقد نقل الجرحى الى مستشفيات المنطقة. وافادت وسائل الاعلام ان احد القتيلين امراة من عائلة الجميل. وكان الوزير بيار الجميل ابن الرئيس السابق امين الجميل اغتيل في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في منطقة المتن الشمالي وهي المنطقة التي وقع فيها ايضا اعتداءا اليوم. وكانت المعلومات تضاربت حول عدد القتلى فاشير في البداية حسب مصادر صحافية الى مقتل تسعة اشخاص ثم نقلت وكالة الانباء الوطنية الرسمية ان عدد القتلى 12 شخصا. وياتي هذان الانفجاران عشية التجمع الجماهيري الذي دعت اليه قوى الرابع عشر من اذار/مارس في الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. ووصف وزير الداخلية اللبناني حسن السبع التفجيرين ب"الجريمة النكراء" مشيرا الى عقد اجتماع في وقت لاحق لمجلس الامن المركزي لبحث تفاصيل الاعتداء معتبرا ان "العبوتين كانتا في داخل الحافلتين". وافاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان ان الحافلتين كانتا تنقلان الركاب من قرى قضاء المتن الشمالي عندما وقع الانفجار الاول في التاسعة والربع (السابع والربع تغ) في حين وقع الانفجار الثاني بعد دقائق قليلة في قرية عين علق التي تبعد نحو كيلومترين غرب بكفيا مسقط رأس الرئيس السابق امين الجميل. واضاف ان الحافلة الاولى التي تتسع لنحو ثلاثين راكبا شبه مدمرة بينما الحافلة الثانية والتي تبعد نحو ثلاثين مترا عن الاخرى وتتسع لنحو 15 الى 20 شخصا فهي مصابة باضرار كبيرة وقد اقتلع سقفها ما يدل على ان الانفجار وقع داخلها. من جهتها افادت الوكالة الرسمية ان "انفجارا وقع في الساعة 9,15 (7,15 تغ) في منطقة عين علق في ميني باص يملكه ميلاد الجميل من قرية جوار الحور كان مكتظا بالركاب (حوالى 25 راكبا) وبعد سبع دقائق دوى انفجار في ميني باص آخر قريب منه لصاحبه شادي صليبا من قرية بتغرين". واوضح مسؤول في الجيش لوكالة فرانس برس ان "الانفجار الاول استهدف حافلة ثم استهدف انفجار ثان بعد لحظات حافلة ثانية في المكان نفسه". وطوقت قوى الامن من جيش وقوى امن داخلي المكان ومنعت من الاقتراب من مكان الحادث. وافاد شاهد عيان في المكان انه رأى العديد من الضحايا وقد تقطعت اطرافهم. واعتبر رئيس الجمهورية اميل لحود "ان المجزرة التي وقعت صباح اليوم رسالة تستهدف بوضوح المساعي المبذولة للتوافق بين اللبنانيين وانهاء الازمة الراهنة في البلاد والتي حققت تقدما في الساعات الماضية". واضاف لحود "جريمة اليوم هي حلقة جديدة من مسلسل الاجرام الدامي الذي استهدف لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وصولا الى استشهاد الوزير والنائب بيار الجميل". وعلق النائب عن القوات اللبنانية انطوان زهرا في حديث تلفزيوني على الانفجارين بالقول انه "اعتداء يحمل رسالة الى الذين يريدون التوجه للمشاركة الاربعاء في التجمع في ذكرى الحريري بمنع التوجه والمشاركة". اما النائب حسن فضل الله من حزب الله فعلق على التفجيرين قائلا "كل اللبنانيين شعروا بانهم مستهدفون وما حدث جريمة مروعة استهدفت ابرياء".