يسجل صانعو الانظمة الدفاعية والامنية حضورا كثيفا في معرض الدفاع الدولي الثامن "ايدكس 2007" الذي افتتح في ابو ظبي الاحد وهم يسعون الى بيع منتجاتهم الى دول الخليج الغنية والتي تسعى الى تطوير انظمتها الدفاعية في منطقة يخيم عليها عدم الاستقرار. وستحاول شركات الاسلحة في المعرض الذي يستمر خمسة ايام وهو الاهم في الشرق الاوسط اقناع المسؤولين والضباط في دول الخليج بضرورة تحديث انظمتهم الدفاعية. ودول الخليج التي تسجل عائدات نفطية هائلة بلغت 400 مليار دولار عام 2006 اضافة الى تسجيل فوائض كبرى في ميزانياتها على غرار السعودية التي حققت فائضا بلغ 70 مليار دولار العام الماضي تخشى خطر الارهاب الذي يمثله الاسلاميون المتطرفون وانما تخشى ايضا عدم الاستقرار السائد في العراق وافغانستان ومجمل الشرق الاوسط. والى تلك العوامل يشكل البرنامج النووي الايراني الذي تخوض بسببه طهران مواجهة حادة مع الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة التي تتهم الجمهورية الاسلامية بالسعي للحصول على السلاح النووي عامل قلق اضافي للخليجيين الذي اعلنوا بدورهم في نهاية العام الماضي عن رغبتهم بالحصول على برنامج نووي سلمي. وقال مصطفى العاني الخبير في شؤون الامن والارهاب في مركز الخليج للابحاث الذي يوجد مقره في دبي ان دول مجلس التعاون الخليدي الست السعودية والكويت والامارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان ابرمت صفقات تسلح العام الماضي قيمتها 35 مليار دولار. وقال العاني لفرانس برس ان هذه المبالغ توزعت بين 13 مليار دولار للشركات البريطانية و11 مليار دولار للشركات الاميركية وعشرة مليارات دولار للشركات الفرنسية. واشار العاني الى ان دول الخليج التي تملك 45% من الاحتياطي النفطي المثبت في العالم لا تعلن عامة عن حجم انفاقها على الامن والتسلح. وجاء في دراسة نشرتها صحيفة "اراء" التابعة لمركز الخليج للابحاث ان الانفاق العسكري التراكمي لدول مجلس التعاون الخليجي ارتفع بين العام 2000 و2005 الى 233 مليار دولار اي ما يوازي 70% من اجمالي الانفاق العسكري في العالم العربي و4% من الانفاق العسكري العالمي. وقال العاني "ايا كان الانفاق العسكري للدول الخليجية فهي لن تتمكن ابدا من تامين دفاعها الذاتي وستكون بحاجة الى +دفاع خارجي+". وعلل العاني ذلك "بنقص الخبرة العسكرية في هذه البلدان وعدد سكانها القليل (33 مليون نسمة في الدول الست التي يعيش في بعضها غالبية من الوافدين) اضافة الى الحدود الجغرافية الضيقة لاراضيها باستثناء السعودية". واعتبر العاني ان حيازة هذه الدول على السلاح وحتى المتطور جدا منه هدفها "تاخير تقدم العدو ريثما يتم تنظيم الدفاع الخارجي". وذكر في هذا السياق ان احتلال العراق للكويت والذي لم ينته الا بتدخل اميركي اظهر عجز المنظومة الدفاعية الخليجية المشتركة "درع الجزيرة" التي تفكك حاليا. كما اعتبر الخبير ان دول الخليج معرضة الى "الارهاب الطائفي الذي يبرر كل اشكال التدخل الخارجي" في حال توسعت رقعة الاقتتال الطائفي الدائر حاليا بين السنة والشيعة في العراق المجاور. 20/02/2007