يكتنف الغموض مصير مسؤول عسكري إيراني سابق كان يشغل منصبا رفيعا في الحرس الثوري، بعد اختفائه في اسطنبول التركية. فمن جهة طالبت إيران رسميا الحكومة التركية اتخاذ كل الخطوات للكشف عن مصيره، فيما تحدث الحرس الثوري عن إمكانية أن يكون قد تعرض للاختطاف. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قوله يوم الاثنين 5-3-2007 إن إيران "طلبت من مسؤولين أتراك التحقيق في اختفاء مسؤول عسكري ايراني كبير سابق كان قد فقد خلال زيارة لتركيا، وهو الجنرال المتقاعد علي رضا أصغري". وقال وزير الخارجية ان ايران "تتخذ كل الخطوات اللازمة" لحل قضية نائب وزير الدفاع السابق علي رضا أصغري (63 عاما) الذي فقد بعد أن حجز في أحد فنادق اسطنبول في السابع من فبراير/ شباط". وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية أيضا نقلا عن متكي قوله "لقد سافر مدير عام من وزارة (الخارجية) الى تركيا لمتابعة القضية،وطلبنا من تركيا التحقيق في قضية أصغري." فيما ذكرت "رويترز" اليوم في تقرير لها نقلا عن صحيفة "حرييت" التركية أن أصغري ضالع في أنشطة نووية لكنها لم تكشف عن مصدرها. وأوردت صحيفة "حرييت" التركية على موقعها الإنجليزي يوم 5 مارس/آذار إن الحكومة التركية عمت صور علي رضا أصغري على الحدود محاولة منها لتحديد مصيره. وقالت إن "أصغري الذي كان يعمل لصالح وزارة الدفاع الإيرانية وصل إلى اسطنبول قادما من دمشق في منتصف ديسمبر، واختفى وبعد قضاء ليلة واحدة في فندق جيلان"، مشيرة إلى أنه تم حجز غرفة لأصغري في فندق "جيلان" بأسطنبول يوم 6 شباط الماضي من قبل ثلاثة أشخاص "أختفوا" بدورهم أيضا. ودخل أصغري الأراضي التركية عبر مطار "أتاتورك". وفي إيران انتشرت فرضيات عديدة حول مصير علي رضا أصغري. وإذ تحدث محلل استراتيجي بارز عن أن الحكومة اتصلت بالحكومة التركية سعيا للحصول على معلومات على مصير هذا الجنرال متقاعد، فإنه تحدث عن معلومات تؤكد أنه فعلا خرج من الحدود السورية لكنه لا تجد معلومات مؤكدة أنه دخل تركيا. وقال شمس الواعظين، مستشار مركز الشرق الوسط للدراسات بطهران، ل"العربية.نت" إن فرضية الحرس الثوري عن اختطافه من الفرضيات المطروحة، وهناك فرضيات حول إمكانية أن يكون ذهب للخارج بإرادته لاجئا لدولة أجنبية ما، أو ن يكون تعرض لحادث ما ولم يعثر على جثته. وأضاف "إذا صحت فرضية الحرس الثوري الإيراني فهذا مؤشر خطير من حديث ترك تداعيات خطيرة على الأمن القومي الإيراني، حيث كان يتمتع هذا الجنرال بمكانة عالية في صفوف حرس الثورة والمعلومات المهمة التي كانت لديه عن نشاطات الحرس الثوري وإمكانياته أو شئ يتعلق بهذه المؤسسة العسكرية". في لبنان .. واستبعد شمس الواعظين ما نشرته بعض الصحف حول صلة أصغري بالملف النووي، وقال "لا توجد أنباء أنه كان قريبا من الملف النووي الإيراني، إذ أنه كان متقاعدا منذ 5 سنوات والنشاط النووي القوي كان خلال السنوات الخمس الماضية". وأشار شمس الواعظين أن الجنرال المتقاعد علي رضا أصغري كان رئيس قسم الحرس الثوري في لبنان في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات الذي كان يساعد حزب الله في مقاومته لاسرائيل، كما يشغل مناصب عديدة في الحرس الثوري بطهران، وومناصب على جبهات القتال إبان الحرب مع العراق". الاعلام الاسرائيلي يتابع الحادثة من جانبها أوردت صحيفة "جيروسالم بوسط" الاسرائيلية، في عددها يوم 4 مارس/آذار، أن المسؤول العسكري الإيراني شوهد أخرة مرة في اسطنبول في 7 فبراير/شباط كما ننقلتقلا عن القناة العاشرة الاسرائيلية التي أوردت أنه "جنرالا بارزا في الحرس الثوري الإيراني ". ونقلت عن موقع " Baztab " ، التابع للحرس الثوري الإيراني، إشارته إلى إمكانية أن يكون أصغري قد اختطف، وقالت إن الموقع "أشار في وقت سابق أنه هذا المسؤول على رأس قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من ضابط الحرس الثوري السابقين ". ومن ناحيته، أورد موقع "ديبكا" الأمني الاسرائيلي ، المقرب من أجهزة الاستخبارات الاسرائلية، أن أصغري كان نائبا لوزير الدفاع لمدة 8 سنوات حتى 2005 وقائدا بارزا في الحرس الثوري الإيراني. ووفق هذا الموقع فإن أصغري "له صلة بالمجموعة التي فجرت مقرا عسكريا أمريكا في كربلاء في 5 يناير وأدى إلى مقتل 5 جنود أمريكيين". ونقل الموقع عن وزارة الخارجية التركية قولها "إنها مسأأة أمنية حساسة للغاية ووزارة الداخلية تتابعها ".