بدأت امس الخميس في مدينة الحمامات الساحلية التونسية أعمال ندوة دولية حول الهجرة في المنطقة الأورو متوسطية بمشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية ودبلوماسية عربية وأوروبية. ويشارك في هذه الندوة التي ستتواصل أعمالها علي مدي يومين وزير خارجية مالطا ميخائيل فرندو،ووزير خارجية بلجيكيا الأسبق شارل فرديناند نوثامب، وعبد القادر مساهل مساعد وزير الخارجية الجزائري،وحسان أيوب مستشار العاهل المغربي محمد السادس،والحبيب بن يحيي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي. ويتضمن جدول أعمال الندوة التي افتتحها حاتم بن سالم مساعد وزير الخارجية التونسي، بحث ومناقشة ثلاثة محاور أساسية مرتبطة بموضوع الهجرة غير الشرعية هي الرهانات والتحديات الاقتصادية للهجرة ، و الرهانات والتحديات السياسية والأمنية للهجرة ، وأخيرا الرهانات والتحديات الثقافية والاجتماعية لهذه الظاهرة. ويأتي تنظيم هذه الندوة في الوقت الذي تستعد فيه تونس لاستضافة مؤتمر وزاري دولي لبحث السبل الكفيلة بمكافحة الهجرة غير الشرعية في نهاية العام الجاري بمشاركة وزراء وخبراء من الدول الافريقية والمتوسطية. ويلقي موضوع الهجرة غير الشرعية منذ فترة بظلاله علي مجمل التّحركات السياسية والاتصالات الديبلوماسية بين العواصم الأورو مغاربية، وبدأ في الأونة الأخيرة يتفاعل ويأخذ منحي دراماتيكيا وسط تزايد الانتقادات لأوروبا بعدما ثبت عدم جدوي الحلول الأمنية التي تتبعها. وبالمقابل تتفق دول جنوب المتوسط (تونس و المغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا ومصر)علي أن ارضيها أضحت منطقة عبور واقامة للعديد من هؤلاء المهاجرين السريين من الساحل ومن افريقيا السوداء الذين يجتازون الصحراء سنويا كمقدمة للانتقال الي أوروبا. وساهم هذا الاتفاق في بلورة شبه موقف مغاربي موحد ازاء هذه الظاهرة التي تؤرق العلاقات المغاربية الثنائية والمغاربية الأوروبية، أساسه أن دول جنوب المتوسط لا يمكن لها أن تتحول الي حارس للحدود التي ينطلق منها المهاجرون نحو الضفة الشمالية سواء كانوا أفارقة من دول غرب الصحراء أم من الدول المغاربية نفسها. وتري أن الهجرة غير الشرعية تعد من المسائل المعقدة التي تستدعي تضافر جهود جميع الأطراف في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ،حتي تتمكن من السيطرة عليها. ويصعب تحديد حجم الهجرة غير الشرعية، وغالبا ما تتفاوت التقديرات التي تقدمها الجهات المختلفة لأعداد المهاجرين، حيث تقدر منظمة العمل الدولية حجم هذه الظاهرة ما بين 10 و 15 بالمئة من اجمالي عدد المهاجرين في العالم الذي يقدّر بحوالي 180 مليون شخص، بينما تري منظمة الهجرة الدولية أن حجم الهجرة غير الشرعية في دول الاتحاد الأوروبي يصل الي نحو 1.5 مليون نسمة.