اندلعت حرب شوارع في مدينة غزة وشمالها بين مسلحين من حركة فتح وحماس والقوي الامنية الموالية لكل منهما ليرتفع قتلي الاشتباكات امس الاثنين الي12 قتيلا وعشرات الجرحي. وبذلك يصل الي 17 عدد القتلي منذ استئناف الاشتباكات في السابع من حزيران (يونيو) بين حركتي فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحماس بزعامة رئيس الوزراء اسماعيل هنية. وقالت مصادر امنية إن الاوضاع انفجرت بشكل غير مسبوق في مناطق عدة في مدينة غزة وشمالها وشهدت الشوارع والاحياء حرب شوارع حقيقية موقعة المزيد من القتلي والجرحي. ويقول مراقبون ان الصراع الحالي بين حماس وفتح تتداخل فيها الابعاد العائلية مع الابعاد التنظيمية. وقالت مصادر مطلعة ان مبني رئاسة الوزراء تعرض لحادثة إطلاق نار ثانية خلال ال 24 ساعة الماضية اثناء انعقاد الجلسة الاسبوعية للمجلس، لافتة الي ان المسلحين اطلقوا النار بغزارة علي المبني قبل ان يلوذوا بالفرار. وقالت المصادر ان إسماعيل هنية كان متواجدا في المبني لحظة إطلاق النار، وانه قرر تعليق الجلسة الاسبوعية للحكومة. كذلك ادانت وزارة الشباب والرياضة حادثة إطلاق النار التي وقعت ظهر الاثنين واستهدفت مبني الوزارة ومكتب الوزير باسم نعيم الذي ينتمي لحركة حماس. وافاد مصدر طبي فلسطيني ان قائد كتائب شهداء الاقصي التابعة لحركة فتح لمنطقة شمال قطاع غزة قتل مساء الاثنين في المواجهات المسلحة بين عناصر من حركتي فتح وحماس في محيط منزله في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وتابع ان ابو الجديان وهو ايضا امين سر حركة فتح في اقليم شمال قطاع غزة اصيب باكثر من اربعين رصاصة. واشار المصدر الطبي الي ان عدد من افراد عائلة ابو الجديان اصيبوا بجروح مختلفة بالرصاص. وكانت اشتباكات مسلحة عنيفة وقعت مساء الاثنين في محيط منزل ابو الجديان بين عناصر من حماس والحراس المتواجدين في محيط منزله من اعضاء كتائب الاقصي في البلدة. وفي وقت لاحق دعا الدكتور مروان ابو راس رئيس رابطة علماء فلسطين الائمة وعلماء الدين الي حمل السلاح للدفاع عن انفسهم في ظل عمليات القتل التي باتت تطال رجال دين . وجاءت اقوال ابو راس تعقيباً علي مقتل الشيخ محمد الرفاتي إمام مسجد العباس بغزة، الذي قتل مساء الاحد، وقالت حماس ان عناصر من فتح خطفته ونفذت به عملية إعدام . وشدد ابو راس خلاله حديثه علي ضرورة ان تعمل الحكومة الفلسطينية علي حفظ الامن، قائلاً لن نسكت طويلا ايتها الحكومة عليك ان تقومي بواجب الحماية فالقصاص عادل و لا يسمي اقتتال وقد امر الله به . واردف قائلاً قتل الفئة المجرمة التي تسب الذات الإلهية في بيوت الله وتقتل الائمة شرعي . يشار الي ان التنظيمين توصلا فجر الاثنين في مقر السفارة المصرية وبرعاية اللواء برهان حماد رئيس الوفد الامني المصري الي اتفاق يقضي بوقف الاقتتال، وسحب المسلحين من الشوارع، وإنزالهم من اسطح البنايات العالية، إلا ان شوارع مدينة غزة شهدت عقب القرار حوادث إطلاق نار واشتباكات. ويري المراقبون ان هذا القرار الذي يعتبر الثالث خلال اربعة ايام سيفشل، بسبب عدم التزام المسلحين ببنوده.