اكدت مصادر مقربة من السفارة المصرية في لندن وفاة الدكتور اشرف مروان وزير التصنيع الحربي السابق ومستشار الرئيس الراحل انور السادات لشؤون المعلومات في ظروف غامضة بعد ظهر امس الاربعاء. وقالت هذه المصادر ان الدكتور مروان سقط من شرفة منزله في الدور الخامس في وسط لندن، وان السفير المصري جهاد مرتضي ذهب الي المنزل بعد وقوع حادث الوفاة مباشرة. وذكرت المصادر نقلاً عن السيدة عزة عبد الحافظ سكرتيرة الدكتور مروان السابقة انه كان علي وشك المشاركة في اجتماع لمجلس ادارة شركة للمنظفات يملك معظم اسهمها، في معهد المدراء العامين الواقع مقابل منزله. وعندما تأخر بالحضور اتصل به عصام زوج السيدة عزة وأحد اعضاء مجلس الادارة ليطمئن عليه فقال له انه متأخر قليلا ثم عاود الاتصال به مرتين بعد ذلك وقال انه لا يستطيع الحضور، وبعد ذلك شاهده اعضاء مجلس الادارة من مكان الاجتماع الذي يطل علي حديقة منزله وهو يلقي بنفسه من الشرفة، لكن ما زال من غير المعروف ما اذا كان دفع الي ذلك او كان هناك من يطارده. وذكر مقربون من الدكتور اشرف مروان بانه كان يعاني من اكتئاب حاد في الفترة الاخيرة ويتلقي علاجا نفسيا وكان في حالة نفسية متدنية. وقد تعرض الدكتور مروان الي حملة اعلامية شرسة في الاسابيع الثلاثة الماضية من بعض اجهزة الاعلام المصرية انعكست بشكل سلبي عليه. وكان متضايقا جدا من هذه الحملة، ويعتقد ان جهات رسمية تغذيها لتشويه سمعته. وهرعت قوات الشرطة البريطانية الي مكان الحادث فوراً واغلقت المنطقة وتحفظت علي الجثة، وبادرت في اجراء تحقيقات مفصلة حول ظروف الوفاة. ويترأس الدكتور مروان مجالس ادارات عدة شركات كبري في بريطانيا ومصر ودول اوروبية، بينها شركات استثمارية. وتقدر ثروته باكثر من نصف مليار دولار. وكان الدكتور مروان يقيم في منزله لوحده ساعة حدوث الوفاة، فقد سافرت زوجته مني كريمة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الي بيروت بينما يقيم ابنه البكر جمال الذي يحمل اسم جده الزعيم الراحل تيمناً في القاهرة حيث يعمل بالتجارة. وكان نجله قد تزوج من كريمة السيد عمرو موسي امين عام الجامعة العربية ووزير خارجية مصر الاسبق. وتولي الدكتور مروان رئاسة الجالية المصرية في لندن، واستطاع ان يوحدها بعد انقسامات عديدة، ولكنه استقال لأسباب شخصية بعد عامين تقريباً. وعاد الدكتور مروان الي لندن قبل عشرة ايام من رحلة علاج في الولاياتالمتحدة، حيث كان يعاني من امراض في القلب، واجريت له عدة عمليات جراحية في السنوات الاخيرة. وشوهد الدكتور آخر مرة في منزل الدكتور جمال ناصر وزير العدل الاردني الاسبق لتقديم العزاء في وفاة كريمته رولا، وكانت زوجته مني في صحبته، وكان يبدو في صحة جيدة، وان كان يتوكأ علي عصا. وتعرض الدكتور مروان لهجمات شديدة في بعض اوساط الاعلام المصري، خاصة بعد صدور كتاب لأحد ضباط المخابرات الاسرائيلية السابقين ادعي فيه ان الدكتور مروان كان عميلاً مزدوجا يحمل اسم بابل وقدم معلومات للاسرائيليين عن حرب عام 1973 عندما كان يشغل منصب سكرتير الرئيس السادات لشؤون المعلومات، ولكن مؤلف الكتاب قال انه كان في نهاية الأمر يعمل لمصلحة مصر. وكان اكثر من مسؤول مصري سابق قد توفي في ظروف غامضة في لندن، وما زالت هناك العديد من علامات الاستفهام تطرح حول وفاة الفنانة سعاد حسني التي سقطت من شرفة من احدي عمارات لندن.