نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم وجود وساطة عربية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وقال عقب لقاءه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الذي جرى في غزة هو انقلاب دموي شرس على الشرعية الفلسطينية، وقد وضحنا موقفنا في المجلس المركزي لحركة فتح الذي اتخذ موقفا بعدم التحاور مع من انقلب على الشرعية، ولم نسمع أي طلب حوار أو وساطة مع أحد". وأضاف "شرحنا موقفنا ورؤيتنا للأشقاء العرب ونقدر دعمهم للشرعية الفلسطينية الذي عبروا عنه في مناسبات مختلفة". وأعرب عباس عن سعادته باللقاء الأول الذي جمعه بالرئيس الفرنسي، والي ووصف في تصريحات في الاليزيه بأنه "رجل صادق وصريح ويتحدث من القلب والعقل إلى القلب والعقل"، ونقل عن ساركوزي تأكيده "دعم فرنسا للشعب الفلسطيني في كل المجالات"، و"تأييده للحل السياسي المبني على الشرعية الدولية ورؤية الرئيس الأميركي جورج بوش (حل الدولتين)، ومبادرة السلام العربية". وأشار عباس إلى "حزم" الرئيس الفرنسي إزاء ضرورة التوصل إلى حل سياسي ومعالجة المشاكل اليومية التي تجري في الأراضي الفلسطينية. وذكر عباس بأنه بحث مع نظيره الفرنسي في كل المواضيع، وخاصة ما تم في قمة شرم الشيخ، وقال عباس "أكدنا له (ساركوزي) تمسكنا بالمسيرة الديمقراطية رغم كل ما حصل وبحثنا الأفق السياسي والمفاوضات السياسية التي يجب أن تتم بيننا وبين الإسرائيليين وفق خارطة الطريق ورؤية الرئيس بوش ومبادرة السلام العربية". ومن جهته، أوضح المتحدث باسم قصر الاليزيه دافيد مارتينون أن ساركوزي أكد دعمه لعباس وجهوده من أجل السلام وذكره بأن هدف فرنسا هو قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، وأنها تؤيد مبادرة السلام العربية. وأشار مارتينون إلى تأييد فرنسا لاستئناف المساعدات المالية المباشرة للفلسطينيين، وذكر بالمساعدة المالية المباشرة بقيمة 15 مليون يورو التي ستمنحها باريس إلى السلطة الفلسطينية. وأوضح أن ساركوزي ذكر بعباس بأن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط "أمرا أساسيا"، وقال مارتينون إن ساركوزي "حيا شجاعة عباس" وخاصة خلال الأسابيع الأخيرة. وكشف مارتيون عن أن عباس تحدث عن مساعدات عسكرية فرنسية إلى السلطة الفلسطينية، ولكنه لم يوضح فيما إذا كانت فرنسا ستقدم هذه المساعدات. ونوه المتحدث الرئاسي بأن لقاء عباس بساركوزي هو بداية لقاءات تتعلق بالمسألة الفلسطينية، إذ سيستقبل الأربعاء القادم العاهل الأردني عبدالله الثاني ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني.