اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة استئناف طلعات القاذفات الاستراتيجية الروسية فورا وبشكل "متواصل" بعد 15 عاما على تعليقها مستعيدا بذلك احدى ممارسات الحرب الباردة. وقال بوتين في تشيبركول (اورال) "قررنا معاودة دوريات الطائرات الاستراتيجية الروسية بشكل متواصل. وستقوم الطائرات بطلعات جوية اعتبارا من منتصف ليل اليوم" بتوقيت موسكو (2000 تغ). واضاف ان "روسيا اوقفت عام 1992 من طرف واحد دوريات طيرانها الاستراتيجي (..) لكن المؤسف ان الجميع لم يحذوا حذونا وما زال الطيران الاستراتيجي الذي تقوم به بعض الدول متواصل" في اشارة واضحة للولايات المتحدة. واكد ان "ذلك يتسبب في بعض المشاكل لضمان امن روسيا". وقال بوتين "ستجري الدوريات في مناطق روسية تشهد حركة ملاحية واقتصادية كثيفة". ويعني اعلان استئناف الطيران "بشكل متواصل" ان روسيا ستجعل قاذفاتها الاستراتيجية القادرة عن نقل صواريخ نووية تحلق باستمرار. وكانت روسيا اوقفت دوريات القاذفات الاستراتيجية على المدى البعيد عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بسبب نقص في تمويل الجيش. ومن حينها لم تستانف سوى المهمات المحددة زمنيا. وفضلت الولاياتالمتحدة الرد باستخفاف على استئناف روسيا تحليق قاذفاتها الاستراتيجية. وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك "انه قرار يعود لهم وهو مثير للاهتمام" مشيرا الى ان روسيا تملك "طائرات قديمة". وادلى بوتين بهذا الاعلان في تشيبركول حيث كان يحضر الى جانب الرئيس الصيني هو جينتاو مناورات عسكرية لمنظمة التعاون في شنغهاي التي تتطلع الى خلق توازن مع الولاياتالمتحدة وحلف الاطلسي. وقبل اعلان بوتين الرسمي استئناف الرحلات الاستراتيجية "بشكل متواصل" كثفت روسيا خلال الاسابيع القليلة الماضية عمليات تحليق قاذفاتها. وفي العشرين من تموز/يوليو اشار الجيش النروجي الى ان قاذفات روسية حلقت في بحر الشمال على ارتفاعات "غير معهودة" بين النروج وبريطانيا متسببة في اقلاع المطاردات النروجية والبريطانية. وفي مطلع اب/اغسطس تسببت طائرات من طراز تي.يو-95 روسية في تشغيل الرادارات الاميركية مستفزة المطاردات الاميركية قبالة قاعدة غوام في المحيط الهادئ. وخلال الاسبوع الجاري اعلنت الولاياتالمتحدة ان القاذفات الروسية كثفت مهماتها التي تقترب اكثر فاكثر من السواحل الاميركية. وبالفعل قام سلاح الجو الروسي خلال الاسبوع الجاري بتمارين فوق المحيط الاطلسي والمحيط الهادئ والقطب الشمالي لاطلاق صواريخ كروز. ويرى ايفان سفرانتشوك الخبير العسكري في مركز معلومات الدفاع في موسكو ان اعلان الرئيس بوتين مؤشر اضافي على رغبة روسيا العودة الى وضعها الذي فقدته كقوة عظمى لا سيما على الصعيد العسكري. وقال ان "العسكر الروسي كانا دائما يؤيد استئناف تلك التحليقات لكن تمويلها لم يكن كافيا (خلال التسعينات) ولم تستأنف لاسباب اقتصادية وليس لعدم اغضاب الولاياتالمتحدة". وخلص الى القول "الان هناك اموال. وبالنسبة لروسيا المهم هو توازن القوى والعودة الى التساوي مع الاخرين ولا سيما الولاياتالمتحدة" مقللا من خطر العودة الى الحرب الباردة. 17/08/2007