على إثر سلسلة التحركات التي خاضها مناضلو الحركة الطلابية طيلة الأسبوعين الفارطين بجزء 9 أفريل، انطلقت قوات القمع البوليسي في شنّ حملة جديدة تستهدف مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل. حيث انطلقت هذه الحملة ابتداء من يوم الخميس 15 نوفمبر2007 باقتحام عشرات من عناصر البوليس بالزيّ المدني مسلحين بهراوات حرم كليّة 9 أفريل بعد أن قاموا برشقها بالحجارة واعتدوا على العديد من المناضلين والطلبة، وطالت اعتداءاتهم بالعنف المادّي واللفظي حتى عميد الكليّة الأستاذ حميّد بن عزيزة. كما واصل العشرات من أعوان البوليس بالزيّ المدني استهداف المناضلين والطلبة عند خروجهم من الكليّة مساءا حيث قاموا بإيقاف عدد منهم وتولّوا الاعتداء عليهم بعنف وحشيّ خلّف أضرارا جسديّة للعديد منهم. ولم تقف اعتداءات البوليس عند ذلك الحدّ بل واصلوا ملاحقة المناضلين الذين تم نقلهم إلى أقسام الاستعجالي بكلّ من مستشفى شارل نيكول، حيث قاموا بإخراج المناضل أمير الهمّامي من قاعة العلاج باستعمال العنف الشديد على مرأى ومسمع من الإطار الطبي والمواطنين ممّا خلف له إصابات أخرى، وفي مستشفى الرابطة لاحق أعوان البوليس السياسي كلّ من سالم العياري، الحفناوي بن عثمان، كمال بوصاع وجابر المسكيني وأجبروهم على مغادرة المستشفى باستعمال العنف. وفي مساء السبت 17 نوفمبر 2007 اتخذت الهجمة البوليسيّة منعرجا أخطر حيث أقدمت العشرات من عناصر البوليس السياسي على تمشيط شوارع العاصمة ومقاهيها مسلحين بالهراوات بحثا عن بعض المناضلين الطلابيّين والمعطلين عن العمل وقاموا باختطاف العديد منهم وهم إلى حدّ الساعة السابعة مساء: وقد تمّت عمليّات الاختطاف باستعمال عنف وحشي بالهراوات وعلى مرأى ومسمع من المواطنين. وقد قامت قوات البوليس باقتياد كلّ من نصرو الحاجي وتميم الدايخي ومهدي الداغوثي وكمال بوصعاع وقيس المزطوري وبالقاسم بن عبد اللّه إلى منطقة الأمن بالسيجومي وصلاح العويتي إلى منطقة الأمن بباب سويقة حيث واصل أعوان البوليس تعنيفهم بوحشيّة وتحرّشوا ببعضهم جنسيّا. أمّا بقيّة المناضلين المذكورين - باستثناء فؤاد الساسي الذي تمّ الإفراج عنه بعد تعنيفه أمام مقرّ ولاية تونس وتحطيم هاتفه الجوّال عنوة وافتكاك شريحة الخطّ (puce) - فقد تمّ نقلهم بواسطة سيارات مدنيّة إلى غابة البلفدير حيث واصل العشرات من أعوان البوليس تعنيفهم بوحشيّة منقطعة النظير لمدّة طويلة قبل أن يقتادوا بعضهم إلى مناطق الشرطة لمواصلة تعنيفهم ثمّ تمّ الإفراج عنهم تباعا في ساعة متأخرة من المساء. وقد اعتصم العشرات من مناضلي الاتحاد العامّ لطلبة تونس واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل داخل مقرّ اتحاد الطلبة احتجاجا على هذا الاعتداء الهمجيّ على رفاقهم وعلى منظمتيهم ولم يرفعوا الاعتصام إلا بعد أن تمّ إطلاق سراح جميع المناضلين وذلك حوالي الساعة التاسعة ليلا.