دافعت الممثلة والمنتجة التونسية زهيرة بن عمار في مسرحيتها "شجرة الدر" التي عرضتها في اطار الدورة الثالثة عشرة لايام قرطاج المسرحية عن كفاح هذه المراة الطموحة التي تعد علامة في التاريخ العربي الاسلامي. وقالت بن عمار لفرانس برس بعد العرض الاخير للمسرحية الاحد الذي صفق له الجمهور طويلا "المسرحية هي تحية الى المراة التي اضطهدها الرجل وظلمها عبر التاريخ لا لشيء سوى لكونها انثى". واضافت "رغم صعوبة النص الادبي قبلت تطويعه للمسرح لاني احببت شجرة الدر التي آمنت بالمراة وبقدراتها فتمكنت بفضل ذكائها ومصالحتها مع انوثتها من انتزاع مكانتها وبسط نفوذها في زمن كان ينظر فيه للمراة كعورة وامة تشترى وتباع في سوق العبيد". وتابعت "المراة في المجتمعات العربية الاسلامية اليوم هي امتداد لشجرة الدر حيث لا يزال ينظر اليها +ككيان ناقص عقلا ودينا+" ونفت وجود مساواة بين الجنسين "لان المراة لا تزال تعاني اضعاف الرجل في ادق تفاصيل الحياة اليومية". تروي المسرحية التاريخة قصة "شجرة الدر" المراة الطموحة التي تولت مقاليد الحكم في مصر اثر وفاة زوجها الملك ايوب نجم الدين الصالح في عهد المماليك. كانت شجرة الدر اصلا جارية اشتراها الملك الصالح وحين ولد ابنها خليل اعتقها وتزوجها. وحين مات الملك عمدت الى اخفاء الخبر وحكمت اياما مكانه لتصبح حاكمة على مصر وبلاد الشام والعراق واليمن. لكن محاصرة الجميع لها وشعورها بان الطامعين في الحكم يتحركون ضدها ويكيدون لها الدسائس دفعها الى الزواج من وزيرها عزالدين ايبك وتسليمه الحكم لكنه انقلب عليها فما كان منها الا ان استدرجته الى الحمام وقتلته قبل ان تلقى المصير نفسه على يد زوجته الاولى. وهذا العمل المسرحي الذي كتب نصه الاديب التونسي عزالدين المدني هو اول عمل مسرحي تقدمه بن عمار باللغة العربية بعد ان عرفها الجمهور في ادوارها الاخرى ناطقة باللهجة المحلية. واعتبرت الممثلة التونسية ان اعتماد لغة الضاد "رهان ذاتي عسير في زمن طغت فيه الاعمال المسرحية باللهجات المحلية". وسبق لهذا العرض ان قدم في المغرب والجزائر ومصر والاردن وفرنسا. يذكر ان الممثلة والمخرجة زهيرة بن عمار شاركت منذ 1976 في اعمال مسرحية كثيرة حصل عدد كبير منها على جوائز في مهرجانات عربية وعالمية من بينها "عشاق المقهى المهجور" و"سهرة خاصة" و"فاميليا" و"عرب" و"موال" "و"كرنفال". و"شجرة الدر" هي ثالث عمل مسرحي تنتجه بن عمار منذ توليها عام 2000 ادارة "شركة سنديانة للانتاج المسرحي" بعد "سنديانة" حول الفقر الذهني و"تركتك" التي تتناول تداعيات غياب رب الاسرة. كما شاركت الممثلة التونسية في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والاعمال السينمائية من بينها "عصفور السطح" لفريد بوغدير و"صمت القصور" لمفيدة التلاتلي و"باب العرش" لمختار العجيمي. وتركز الدورة الحالية لايام قرطاج المسرحية التي انطلقت الجمعة على دور المراة في الفن الرابع "لتقطع مع الصورة السائدة تقول ان المسرح حكر على رجل المبدع وان المراة فيه ممثلة لا غير" بحسب ما قال المنظمون. وتستمر التظاهرة التي تحمل هذا العام شعار "ارادة الحياة من الشابي الى درويش" تسعة ايام حيث تنتهي في الثامن من كانون الاول/ديسمبر الجاري وتعرض خلالها 47 مسرحية من 16 دولة عربية وافريقية واجنبية.