الحدث كان يفترض أن تجري انتخابات ممثلي الطلبة في المجلس العلمي بكلية العلوم بتونس يوم الخميس 13 ديسمبر 2007 في مناخ من التنافس النزيه بين مختلف الأطراف السياسية و النقابية المكونة للساحة الطلابية و لكن أعداء الحرية و الديمقراطية أبوا إلا أن يكون يوما شاهدا على مذبحة همجية لإرادة الطلبة و اختياراتهم فقد تم فتح صناديق الإقتراع الثلاثة المخصصة للمرحلة الأولى و الثانية والثالثة على الساعة التاسعة صباحا لكي يدلي الطلبة بأصواتهم بكل حرية و مسؤولية و تحت أنظار الإدارة و المراقبين الممثلين لمختلف المترشحين و أخذت جموع غفيرة من الطلبة تتهاطل على مكاتب الإقتراع في هذه الكلية العريقة التي يدرس بها قرابة 12 ألف طالب و كانت شاهدة على أحداث تاريخية هامة عاشتها الحركة الطلابية على مدى أربعة عقود و ساهمت في كل النضالات الطلابية النقابية منها و الثقافية و السياسية و غذت المجتمع بآلاف الكوادر من علماء و أساتذة و مهندسين و تقنيين و قد سارت الأمور طبيعية إلى حدود الساعة الحادية عشرة إلا ربع ( 10.45 ) إذ ما راع جماهير الطلبة إلا و عناصر منتمية للإتحاد العام لطلبة تونس مصحوبين بأشخاص مشبوهين و صعاليك من خارج الكلية يهجمون على القاعة المخصصة للإقتراع حاملين السلاسل و السكاكين و الهراوات و قاموا بتكسير صناديق الإقتراع و هاجموا ممثلي القائمة المستقلة و جرحوا العديد منهم و لكنهم تمكنوا من صدهم و إرجاعهم على أعقابهم و لم تتوان العصابة المهاجمة أثناء إنسحابها مهزومة من التعرض لبعض الطلبة و الموظفين بالضرب مما استوجب الإستنجاد بسيارات الإسعاف التي قدمت اثنتان منها للكلية لنقل المصابين للمستشفى و كان موقف الإدارة سلبيا إلى أبعد الحدود إذ انسحب ممثلوها المشرفون على الإنتخابات من القاعة و لم تسع إلى معالجة الوضع بما يسمح بمواصلة عملية الإنتخاب في أجواء هادئة و ديمقراطية .... أما البوليس الجامعي فقد بقي يراقب الأحداث عن بعد دون ان يتدخل ..... قام أعضاء القائمة المستقلة و ممثلوهم في لجنة المراقبة و تحت أنظار جميع الطلبة بجمع أوراق الإنتخاب الموجودة بالصناديق المهشمة و تم فرزها واحدة واحدة و كانت النتيجة فوزا ساحقا للقائمة المستقلة و بفارق كبير و في المراحل الثلاث على القائمات المنافسة الأخرى من ناحية أخرى توجهت مجموعة من الطلبة إلى مكتب الإتحاد العام لطلبة تونس الموجود بالكلية و قاموا باقتحامه و قد هالهم ما وجدوا فيه : ترسانة من السلاسل و السكاكين و العصي و الخناجر و القضبان الحديدية . و انتظم إثر ذلك إجتماع عام حضره أكثر من ألفي ( 2000 ) طالب أعلن فيه مشرحو القائمة المستقلة فوزهم في الإنتخابات و تنديدهم بالعنف الذي مارسه بعض أنصار الإتحاد لإيقاف سير الإقتراع و بالتالي سد الطريق أمام فوز القائمة المستقلة وهو ما يؤكد عداء محترفي الكذب و العنف الدموي لمبادئ الديمقراطية التي طالما تشدقوا بها و كان الإجتماع العام بمثابة الإستفتاء المفتوح و العلني و المباشر على وقوف الطلبة مع القائمة المستقلة و تزكيتهم لها بعد أن حرموا - بسبب الممارسات الهمجية المتخلفة - من التعبير عن ذلك عن طريق صندوق الإقتراع و توجهت جموع الطلبة المحتشدة نحو مركز البوليس الجامعي رافعين عدة شعارات و منها : جامعتنا حرة ... حرة ... و البوليس على برة ما بعد يوم الخميس المشهود : مثل سلوك عناصر الإتحاد و من والاهم في كلية العلوم بتونس - أحبوا أم كرهوا - إعلانا صريحا بالهزيمة و إقرارا مدويا بالفشل إذ لم يكن هناك ما يبرر تصرفهم سوى شعورهم المسبق و إحساسهم بأن الإنتخابات لا تسير في صالحهم وهو ما دفعهم لارتكاب أفعالهم الشنيعة التي جعلت الطلبة يحسمون فيهم حسما قاطعا لأنهم منعوهم من تجسيم إرادتهم من خلال صندوق الإقتراع و خطأهم الكبير أن معركتهم هذه المرة لم تكن مع طرف سياسي بعينه بل مع جماهير الطلبة وهو ما ستكون له انعكاسات هامة في مستقبل الأيام .... كلية العلوم بتونس - الجمعة 14 ديسمبر 2007 - ------------------------ بسم الله الرّحمان الرّحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أسفرت انتخابات المجالس العلمية بجامعة صفاقس بفوز الطلبة المستقلون بمقعدين: مقعد بالمرحلة الأولى بكلية العلوم ومقعد بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية. وهنا، لا يفوتنا أن نستنكر الممارسات التي قام بها الحزب الحاكم وطلبته الذين مارسوا شتى أنواع الحسابات الضيقة من شراء الأصوات وترهيب الطلبة الجدد في المبيتات حينا وترغيبهم في الأحيان الأخرى لكي يصوتوا لصالح قوائم التجمع الدستوري الذين زوّدوا من طرف لجنة التنسيق بصفاقس بكل الدعم المادي واللوجستي حيث صرفت أموال بأرقام خيالية على حساب هذا الشعب الكريم لشراء الأصوات وترغيب الناخبين. وقد بلغت وقاحتهم إلى حد عرض مسرحية لتوفيق الغربي أثناء الحملة الانتخابية بالمسرح البلدي بصفاقس جلب لحضورها عديد الطلبة من المبيتات الجامعية على حافلات خاصة ليقع التهكم على الدين الإسلامي وعلى الإسلاميين ثم ليقع التشهير بالطلبة المستقلين ووصفهم بشتى النعوت مثل الرجعيين والظلاميين ولكن كل هذا إن دل فإنه يدل على تخبط هذا النظام وأذياله وإشارة واضحة على احتضاره "إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة لي بأني كامل" "ولا تبال بقول الناس فيك أذى فكم على الله قالوا الزور والشططا وما أصابك من ضراء فارض، وقل: رب احتسبها لنا ذخرا ، لنا فرطا" ومن زاوية أخرى فإننا نستنكر أيضا ما جرى في كلية العلوم بتونس يوم الانتخابات حيث قام مجموعة من طلبة الإتحاد بتكسير صناديق الاقتراع لتوقيف عملية الانتخاب لما علموا بتقدم قائمة الطلبة المستقلين بفارق شاسع، وهذا دليل آخر على تحامل عدة أطراف في محاولة يائسة لعرقلة تقدم الطلبة المستقلون بالجامعة التونسية. فليسمع الجميع (السلطة والدساترة وطلبة الإتحاد) أن المستقلين لن يثنيهم كيد الكائدين وتحامل الجبناء على المضي قدما نحو التمثيل الحقيقي للطالب التونسي ونصرة الحق أينما كان. اللهم أيدنا بالحق وأيد الحق بنا والله من وراء القصد الطلبة المستقلون ------------------------