تسعى البلدان المغاربية إلى تحديث مطاراتها وإنشاء مطارات جديدة قادرة على استيعاب حركة المسافرين المتزايدة. وبعدما أنشأت الجزائر مطاراً حديثاً إلى جانب مطار هواري بومدين الدولي القريب من العاصمة، تسعى تونس وليبيا إلى بناء أربعة مطارات حديثة تستوعب أكثر من عشرين مليون مسافر، بعضها بوشر في إنشائها والبعض الآخر ينتظر مطلع العام الجديد. وانطلقت في ليبيا منذ آب (أغسطس) الماضي أعمال إنشاء ثلاثة مطارات الأول في العاصمة طرابلس والثاني في بنغازي (ألف كيلومتر شرق طرابلس) المدينة الثانية في البلد، والثالث في سبها التي تقع على بعد ألف كيلومتر إلى الجنوب من طرابلس وسط الصحراء. واختيرت مجموعتا «تاف» التركية و «سي سي سي» اللبنانية لبناء مطار سبها بتكلفة 380 مليون دولار. وسيستوعب المطار الذي تمتد ورشته على 700 هكتار، ثلاثة ملايين مسافر في السنة، ويستغرق العمل فيه عامين. وقدرت تكلفة مطار طرابلس ب 1.5 بليون دولار وسيستوعب 10 ملايين مسافر، فيما قُدرت تكلفة مطار بنغازي ب 600 مليون دولار ويتُوقع أن يستقبل 5 ملايين مسافر. وأفاد وزير النقل الليبي محمد أبو عجيلة في وقت سابق من العام الجاري أن الحكومة الليبية تعتزم إنشاء مطار في كل مدينة ليبية. ووقّعت شركة أفريقيا للطيران (الأفريقية) عقداً لشراء سِت طائرات آرباص من طراز ايه - 350 الفرنسية، فيما وقعت الخطوط الجوية الليبية على صفقات لشراء أربع طائرات ايه - 330 وسبع طائرات ايه -320 وأربع طائرات ايه 350 لتعزيز أسطولها. وقُدرت قيمة هذه الصفقة التي اتفق في شأنها في اختتام زيارة الرئيس الليبي القذافي الأخيرة إلى فرنسا يوم 10 الشهر الجاري، بما مجموعه 3.17 بليون دولار، بحسب الأسعار المعلنة للطائرات. وفي تونس فازت المجموعة التركية للطيران TAV في الخريف بصفقة لإنشاء أكبر مطار سيقام في منطقة النفيضة (99 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) بقيمة 600 مليون دولار. وأكد رئيس المجموعة حلوق بيلغي أن الصفقة شملت أيضا إدارة مطار «المنستير» الذي لا يبعد سوى 67 كيلومتراً عن النفيضة، وهو يحتل المرتبة الأولى بين المطارات التونسية السبعة متقدماً على مطار العاصمة تونس من حيث عدد الرحلات السنوية، بسبب كثافة رحلات التشارتر السياحية التي تعتمد مُدرجاته. ويرتبط مطار المنستير الذي أنشئ في السنة 1972 وتُقدر طاقة استيعابه ب3.5 ملايين مسافر في السنة، بأكثر من 200 مطار في العالم، وهو يدرَ 75 مليون دولار من إيرادات سنوية. أما المطار المنوي إنشاؤه في النفيضة على ساحل المتوسط فسيكون الأكبر ويُتوقع أن يستوعب 5 ملايين مسافر لدى تشغيله المُقرر للسنة 2009، على أن ترتفع طاقته إلى 7 ملايين مسافر لاحقاً. وشكلت الصفقة أول عملية قام بها القطاع الخاص لإنشاء مطار في تونس بواسطة طريقة التلزيم والتنفيذ والتشغيل لمدة أربعين عاماً. وتبدأ أعمال البناء في المطار الجديد مع مطلع العام أي بعد ستة أشهر من تاريخ التوقيع على الصفقة. وأعلنت الحكومة التونسية أول من أمس استكمال تنفيذ خطة لتوسعة ثلاثة مطارات إضافية هي مطار جزيرة جربة السياحية وتم ترفيع طاقة استيعابه إلى 4 ملايين مسافر في السنة، ومطار صفاقس وبات يستوعب 500 ألف مسافر في السنة، ومطار قابس وأنشئ أخيرا بطاقة استيعاب 200 ألف مسافر في السنة. وعززت «الخطوط التونسية» أسطولها أخيراً بطائرة جديدة من طراز «آرباص أ319» يصل مدى طيرانها إلى 3400 كيلومتر من دون توقف أتاحت تأمين رحلات مباشرة إلى دبي، في إطار السعي الى تنشيط تدفق السياح من الخليج إلى تونس.