مع ارتفاع عدد السياح من البلدان المغاربية الذين يزورون تونس بشكل غير مسبوق حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة السياحة، عقد وزير السياحة التونسي خليل العجيمي ندوة صحفية يوم 8 يناير في تونس العاصمة لإيجاد أفضل السبل لخدمة هذا السوق المتنامي. ومن جملة 6.7 مليون سائحا زاروا تونس سنة 2007 ، 37 بالمائة قدموا من بلدان مغاربية وخاصة ليبيا والجزائر. وقال العجيمي إن أسواق الجوار أصبحت هامة بالنسبة لتونس، وكشف عن خطة وضعتها الوزارة لدعم السياحة من البلدان المجاورة. ومن بين نقاط الخطة مواكبة المنتوج السياحي التونسي لتطلعات وخصوصيات السياح القادمين من البلدان المجاورة. وفي إطار هذه الخطة، تم وضع برنامج استثماري بقيمة 80 مليون دينار لتحسين 520 ألف سريرا فندقيا. وتهدف الخطة أيضا إلى تسهيل نقاط العبور البرية بين كل من تونس وليبيا من جهة وتونسوالجزائر من جهة أخرى. وذكر عبد السلام الزلماطي، مدير السياحة الداخلية والعربية، أن مسئولين من الوزارة قاموا بزيارات ميدانية إلى نقاط عبور برية بين تونسوالجزائر لمراقبة عملية عبور الجزائريين نحو تونس ومغادرتهم منها. و قال الزلماطي "بين تونسوالجزائر هناك 10 نقاط عبور برية، وسنسعى إلى إيجاد أفضل ظروف لراحة العابرين ومساعدتهم على العبور بسهولة وسرعة". و نظرا لارتفاع عدد الجزائريين الذي يزورون تونس، فإن بعض نقاط العبور أصبحت تشهد اكتظاظا مما يبطئ حركة الدخول والخروج، كما أن الأعمال الإرهابية الأخيرة التي ضربت الجزائر، دفعت المصالح الأمنية والديوانية التونسية إلى التشدد في مراقبة نقاط العبور، خوفا من تسلل بعض الإرهابيين. و تعرف منطقة العبور الحدودية بملولة عبور ألف سائح جزائري يوميا. و حسب أرقام ممثلية الديوان التونسي للسياحة بالجزائر فإن حوالي 62 بالمائة من الجزائريين المتوجهين إلى الخارج يختارون تونس. و يدخل 87 بالمائة من الجزائريين الى تونس عن طريق البر. و حسب أرقام وزارة السياحة التونسية فإن السائح المغاربي ينفق ما معدله 350 دينار أسبوعيا. و فيما يختار الجزائريون اكتراء المنازل المطلة على الشاطئ والتسوق فإن الليبيين يتوجهون إلى تونس أساسا للعلاج، وخاصة بالمصحات الخاصة. وتعد السوق الليبية الأولى من حيث عدد الوافدين بقرابة 1.5 مليون سائحا. ومن أجل زيادة الوعي بالسياحة التونسية، ستحتضن العاصمة الليبية طرابلس أسبوع السياحة التونسية من 15 إلى 17 يناير الجاري. وبخصوص الأسواق الأوروبية، فقد سجلت بعض الأسواق التونسية التقليدية تراجعا في عدد الوافدين سنة 2007. وقال خليل العجمي، إن هذا التراجع سجل على مستوى السوق البريطانية التي تراجعت بنسبة 10.8 بالمائة والاسبانية بنسبة 9.2 بالمائة والألمانية بنسبة 6.1 بالمائة والايطالية بنسبة 4.3 بالمائة. وقال الوزير إنه تم تخصيص اعتمادات تقدر ب 5 ملايين دينار لإعادة استقطاب السياح في هذه الأسواق السياحية. وذكر العجيمي أن دراسة إستراتيجية لتنمية السياحة في أفق 2016 ستعد صلب الوزارة، و ستتوج بوضع برنامج عمل يهدف إلى ضمان تموقع أفضل للسياحة التونسية والعمل على تحسين أدائها.