ذكرت صحيفة التونسية في عددها الصادر أمس 24 فيفري2014 في حوار أجرته مع أستاذ التاريخ و الآثار الإسلامية" ناجي جلول الذي أكّد بأنّ الإرهاب التكفيري ثقافة ترعرعت في بلدان خليجية تصدر عبر الدعارة و الفضائيات و الجمعيات الدعوية و الخيرية بمباركة انظمة تخشى عودة الحرية و الحداثة و نظام عالمي تسيطر عليه الشركات متعددة الجنسيات، مشيرا إلى انّ تونس إنتقلت من مرحلة الإرهاب إلى التمرد المسلح الذي يهدف إلى تقويض الدولة المدنية و تعويضها بدولة الخلافة و الشريعة. وقال ناجي جلول بأن دخوله لنداء تونس في هذه المرحلة لانّ تونس تحتاج إلى النخبة المثقفة لبناء الدولة الحديثة و الديمقراطية بالإعتماد على منهج " البوليتيكون" بمعناها النبيل و ترك المفاهيم السياسية المرتبطة باللوبيات على حد قوله. وأضاف الدكتور جلول بانّه إقتحم المجال السياسي بفكر الفلاسفة الذين جمعوا بين الدين و السياسة امثال خير الدين معتبرا أنّ كل التيارات السياسية الكبرى من الليبرالية إلى الماركسية كان ورائها رجال فكر و فلاسفة على غرار الزعيم الراحل بورقيبة . وأشار الدكتور في ذات السياق بأنّه في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي هيمنت التكنوقراط على الأجواء السياسية مما أدى إلى إستفحال الديكتاتورية و تحنيط الخطاب السياسي الرسمي و حتى بعد الثورة لم يتمكن الجامعيون من تصدر الموقع الذي يليق بهم رغم مساهمتهم العريقة في معارك الديمقراطية و الحريات العامة. و أوضح الدكتور جلول بأنّ ثورة 14 جانفي لم تكن من أجل الخبز بل كانت من أجل المطالبة بالحرية و الكرامة على يد الطبقة الوسطى و الشباب المتعلم ,و عن إنضمامه لنداء تونس أكّد هذا الأخير بانّ هذا الحزب يؤمن بالدولة الإجتماعية و دولة الرفاة اليعقوبية التي توفر العلاج و المسكن و الشغل للمواطن و تجعل من التعليم العمومي المجاني مصعدا لخروج الفئات الفقيرة و المهمشة من بوتقة الفقر. كما بيّن بأنّ حركة النهضة خرجت من الحكم و لكنها حافظت على مكانها داخل المجلس التأسيسي الذي تهمين عليه مع حليفها المنصف المرزوقي في قصر قرطاج و فرضت إبنها على رأس وزارة الشؤون الدينية كما هيمنت على المركز الوطني للإعلامية و مركز الإحصاء الذي سيقوم بحملة إنتخابية سابقة لأوانها مضيفا انّ الامن الموازي للنهضة مازال ينخر داخل وزارة بن جدو بحسب تصريحاته . و إعتبر جلول أن الغنوشي لا يملك الكفاءة اللازمة لتسيير دواليب الدولة و أنّ تواصل وجود حزبه في القصبة كان سيؤدي إلى إنتفاضة شعبية بدات بواكيرها تظهر في المناطق الداخلية و لو لا وجود ضغوطات خارجية من الجانب الأمريكي لما خرجت النهضة من الحكم .