أكد ناجي جلول القيادي في حزب حركة نداء تونس في حوار نشرته جريدة الصريح في عددها الصادر اليوم الإربعاء 12 نوفمبر 2014 أن الحملة التي شنت ضده مباشرة بعد نتائج الإنتخابات التشريعية بنيت على تحريف لكلامه. وبين جلول أن بعض السياسيين الذين وصفهم بأصحاب المستوى الثقافي المتدني عمدوا إلى نقل كلامه لعامة الشعب بطريقة خاطئة مبينا أنه قال حرفيا :" أن مشروع الدولة الوطنية لم يكتمل في الجنوب و أن الدولة الوطنية لم التي من مسؤوليتها بناء الدولة الحديثة من مستشفيات و طرقات و مؤسسات جامعية لم تقم بدورها في الجنوب التونسي ولذلك فأهل الجنوب لم ينتخبوا النهضة بقدر ما انتخبوا عقابيا ضد نداء تونس لأنهم يعتبرون أن نداء تونس هو حزب تواصل لحزب الحركة الدستورية وحزب بورقيبة لذلك استكمال المشروع الوطني في الجنوب صار ضرورة وجعل الجنوب منطقة ذات أولوية في التنمية. لكن ما أقوله هنا هو استثمار الجهويات في السياسة .." وأضاف جلول " لمن لم يفهم كلامي فأنا أعتذر له ويبدو أني قد خلطت بين الأكاديمي الجامعي و الخطاب الإعلامي الذي يتطلب نوعا من التبسيط ليكون الفهم واضحا لدى الجميع". وقال جلول "ليس هناك من ينكر دور أهل الجنوب في محاربة الإستعمار الفرنسي وأيضا ما انتجه من مثقفين على غرار الطاهر الحداد و محمد علي الحامي و ابو القاسم الشابي وغيرهم كثير .. وأعيد كلامي بأني قصدت أن أهل الجنوب ظلموا كثيرا من الدولة الوطنية فعاقبوها ". وفي حديثه عن حركة النهضة قال القيادي بنداء تونس : "رغم أن النهضة ذات جذور اخوانية إلا أن الأمر الذي يجب أن نعترف به هو أنها بدأت تتجذر شيئا فشيئا في التوْنسة". وأردف أن "الأساس في هذا هو المراجعات التي قامت بها و هي مراجعات حقيقية و حاليا يجب أن نقر بأن النهضة تغيرت" . وفي سياق متّصل قال جلول أن نداء تونس كان "مفيدا للنهضة لأنه أولا أجبرها على المراجعات وخلق توازنا في المشهد السياسي جعلها تعود إلى المجتمع التونسي ". من جانب آخر أضاف المتحدث أن كلا من نداء تونس و النهضة "ليسا في حالة صراع وإنما في حالة تنافس سياسي و أن النهضة اليوم هي القوة السياسية الثانية في البلاد بعد النداء وأنه لا يمكن أن إقصاء النهضة كحزب ثان أو حتى عاشر أي ان النهضة شريك فاعل في الملفات الكبرى سواء في السلطة أو في المعارضة فلا مجال لإقصاء 950 ألف ناخب من الحياة السياسية من تحديد مصير البلاد…" وعن موقفه من الآراء التي تحذر من إمكانية تغول حركة نداء تونس وانفرادها بالسلطة قال جلول أن "التغول أمر مغلوط لعدة أسباب أولها أن لحركة النهضة ثقل في البرلمان ثانيا لأن صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة وأن من يطرح هذه المخاوف نسي أننا لم نعد في نظام رئاسي بل السلطة متقاسمة بين البرلمان و رئيس الحكومة و رئاسة الجمهورية بالإضافة إلى أنه لايجب أن ننسى دور المجتمع المدني الذي لن يسمح بعودة الديكتاتورية من جديد."