أصدر اليوم مجلس الشورى بحركة النهضة بيانا وضح فيه موقفه إزاء بعض القضايا الوطنية والدّاخلية على غرار تنامي ظاهرة العنف في البلاد والتحوير الوزاري المنتظر و موعد الإنتخابات وفي ما يلي نص البيان: اجتمع بتوفيق الله مجلس الشورى لحركة النهضة في دورته العادية أيام 21-22-23 ديسمبر 2012 لتدارُس عدد من القضايا الوطنية والدّاخلية التي تهمّ الحركة والبلاد. وبمناسبة الذكرى الثانية لثورة الكرامة والحريّة يحيّي المجلس جماهير شعبنا الأبيّ وجرحى ثورتنا ويترحّم على أرواح الشهداء الأبرار الذين سطّروا ملحمة كسرتْ أغلالَ الاستبداد والقهر وفتحت باب الحريّة والديمقراطية، وإن مجلس الشورى لحركة النهضة : 1. يحيّي كلّ القوى السّياسية الوطنّية التي أسهمت عبر عقود متتالية من النّضال في وضع حدّ لنظام الاستبداد والفساد، ويأمل في تظافر جهود الجميع لاستكمال تحقيق أهداف الثورة. 2. يقدّر المجلس روح المسؤولية التي سادت المفاوضات الاجتماعية بين الحكومة والأطراف الاجتماعية ممّا مكّن من زيادات تاريخية في الأجور في القطاعين العام والخاصّ. 3. يدعو المجلس كل الأطراف الوطنية الاجتماعية والسياسية في السلطة وخارجها إلى التحلّي بأعلى درجات المسؤولية و بالروح الوطنية العالية خلال هذه المرحلة الدقيقة بما ينجح عملية الانتقال الديمقراطي. وفي هذا الصدد يحيي المجلس كلّ جهود المصالحة والتهدئة التي ساهمت بفضل الله تعالى في تطويق عدد من الأزمات في المرحلة السابقة. 4. يسجّل المجلس إدانته الشديدة للاعتداء على رموز الدولة التونسية بمدينة سيدي بوزيد من قبل أقلية معزولة لا تمثل جماهير شعبنا في مدينة الشرارة الأولى للثورة. وبهذه المناسبة فإن المجلس يؤكد على حق الجهة وسائر جهاتنا المحرومة في التنمية ويدعو الحكومة وسائر القوى الاقتصادية والاجتماعية إلى تدراك الوضع. 5. يعبّر المجلس عن إدانته للعنف والإرهاب الصادر عن بعض التنظيمات التي كشف عنها السيّد وزير الدّاخلية، والذي عاشت بعض مناطقنا الحدودية الغربية أطواره، وذهب ضحّيته الشهيد أنيس الجلاصي، وتهيب بكلّ القوى الوطنية الوقوف صفّا واحدا لمواجهة هذا الخطر. 6. يؤكّد المجلس تمسّك حركة النهضة بالتوافق وبالشراكة أسلوبًا لإنجاح المسار الانتقالي وحرصها على إنجاح تجربة الائتلاف الحكومي والانفتاح على القوى الوطنية المنحازة للثورة من أجل تجاوز الصعوبات التي تحفّ بالمرحلة الانتقالية. 7. يقرر المجلس مواصلة المشاورات اللازمة لإجراء تحوير وزاري يستجيب لمتطلبات المرحلة في توسيع دائرة المشاركة السياسية وتحقيق مزيد من النجاعة المرجّوة في العمل الحكومي. 8. يدعو المجلس إلى توفير شروط نجاح الانتخابات وإلى التسريع بانجازها في أفق بداية الصائفة وإنهاء النقاش والمصادقة من قبل المجلس التأسيسي على الدستور والقانون الانتخابي بما يهيئ أفضل الظروف لانجاز انتخابات حرّة ونزيهة حتى تنتقل البلاد إلى مؤسسات سيادية مستمرّة ودائمة. 9. ينظر المجلس بكثير من القلق إلى انتشار مظاهر العنف السّياسي أيّا كان مصدره. ويدْعو إلى تنزيه الخلاف السياسي عن كل مظاهر العنف اللّفظي والمادي لما يمثله من خطر على الديمقراطية الناشئة في بلادنا وعلى الوحدة الوطنية التي تمثل شرطا اساسيا لعملية الانتقال الديمقراطي. 10. يرفع المجلس أسمى عبارات الدعم والمساندة لشعبنا السّوري في مواجهة آلة القتل والإجرام ويهيب بكل القوى الدّوليّة إلى احترام إرادة السوريين وتطلعهم إلى الخلاص من نير الاستبداد وتحقيق أهدافهم في الحرية والكرامة. كما يثني المجلس على الخطوات الهامة التي يقطعها الشعب المصري في اتجاه تثبيت مسار ثورته عبر المصادقة على الدستور الجديد والسير قدمًا في تحقيق أهداف ثورته المجيدة. 11. يحيي المجلس أبناء الحركة ومناضيلها وأنصارها في مختلف المواقع والمناطق ويكبر فيهم جميعا حرصهم على انجاز أهداف الثورة وعلى انجاز مشروع الحركة وما يتحلون به من صبر وحكمة في مواجهة تحديات المرحلة ويدعوهم إلى مزيد الالتفاف حول حركتهم والالتحام بجماهير شعبنا.