شهدت السواحل الايطالية في الآونة الأخيرة موجة جديدة من وصول قوارب المهاجرين غير الشرعيين التونسيين بعد انطلاقها في عمليات اجتياز الحدود البحرية خلسة أو ما يعرف ب»الحرقان» انطلاقا من السواحل التونسية, وذلك في تحد للتحذيرات التي أطلقتها السلطات الايطالية والحصار البري والبحري الذي تفرضه قوات الحرس ووحدات البحرية الوطنية داخل المياه الإقليمية التونسية. فقد أكدت وسائل إعلام إيطالية على مواقعها على الأنترنيت ان عشرات «الحارقين» التونسيين بلغوا خلال الاسبوع الجاري سواحل جزيرة صقلية بالجنوب الايطالي قبل ان تعتقلهم قوات الامن وتنقلهم الى مراكز إيقاف وقتي في انتظار النظر في وضعياتهم. رضيع و12 قاصرا ضمن «الحارقين» ووفق المصادر ذاتها فإن وحدات حرس الحدود وخفر السواحل بلمبدوزا أنقذوا خلال الأسبوع الجاري 29 مهاجرا غير شرعيين يحملون الجنسية التونسية قرب قنال صقلية قبل ان تنقلهم الى ميناء بورتو أومبيدوكل ومنه الى مركز إيقاف وقتي, وأضافت أن من بين المحتجزين إمرأة و12 قاصرا. وفي بوزالو-جنوبإيطاليا- وصل الى الميناء مركب صيد يقل 87»حارقا» تونسيا بينهم إمرأة ورضيع بعد مشاركتهم في عملية اجتياز الحدود البحرية خلسة انطلاقا من أحد الشواطئ التونسية, وفي بلارمو ألقت وحدة مختصة في مكافحة الجريمة القبض على ثلاثة شبان تونسيين يشتبه في مسؤوليتهم عن تنظيم أو التوسط في تنظيم عملية «حرقان». إيقاف 3 «حراقة» وقالت صحيفة إيطالية نقلا عن مسؤول أمني إن الموقوفين الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 24 سنة و32 سنة متهمون بتنظيم عملية إبحار خلسة شارك فيها نحو 86 «حارقا» أنقذوا من طرف وحدة متنقلة لخفر السواحل, مشيرة الى أن مشاركين أكدوا أن الثلاثي قاد العملية وأنهم سلموهم مبالغ مالية تناهز ال 1500 أورو للشخص الواحد, وبناء على ذلك تم إيداع المشتبه بهم الثلاثة سجن راكوزا بصقلية على ذمة السّلط القضائية. الى ذلك قالت تقارير إعلامية إيطالية ان ما لا يقل عن 500 ألف مهاجر يقيمون بالتراب الايطالي دون وثائق بينهم عدد كبير من التونسيين فيما بلغ عدد المساجين الأجانب 19188 وفق إحصائية نشرتها وزارة العدل الايطالية يوم 31 جانفي الفارط بينهم ما نسبته عشرة فاصل سبعة في المائة من التونسيين. تونس تتصدى ل«الحرقان» وفي تونس تتواصل عمليات مكافحة ظاهرة «الحرقان» الى إيطاليا برا وبحرا, حيث نجحت وحدات الأمن والحرس الوطنيين خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة في الاطاحة بعدة شبكات لتنظيم رحلات تهريب البشر وأوقفت عددا من المنظمين اضافة لعشرات»الحارقين» وحجزت مراكب صيد وسيارات ومبالغ مالية كبرى ومواد غذائية في عمليات مناهضة ل»الحرقان» وخاصة بسواحل المهدية والشابة وملولش وصفاقس وقليبية وبنزرت وحلق الوادي. الشباب.. وحلم الهجرة وكانت دراسة اجريت في تونس كشفت أن 46 في المائة من المهاجرين التونسيين غير الشرعيين تترواح أعمارهم بين 15 و 24 عاما و45 بالمائة منهم من العمال اليوميين، و24 في المائة طلبة, وأشارت الى أن ارتفاع وتيرة عمليات»الحرقان» يعبّر عن حالة اليأس وإنسداد الآفاق أمام المراهقين والشباب، في ظل إتساع البطالة في أوساطها.