واكبت «الصباح» أمس الخميس الجلسة الختامية للملتقى الإقليمي التكويني لمديري دور الثقافة الذي احتضنته ولاية بنزرت على امتداد 3 أيام. وقد كشفت السيدة منيرة بن حليمة المديرة العامة للعمل الثقافي في كلمتها عن المقاربة التشاركية للعمل الثقافي، فأشارت إلى إبرام اتفاقات إطارية مع المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والسعي إلى إبرام اتفاقات مماثلة في مجالات قريبة كالتراث ومع بعض الجمعيات العريقة مثل نوادي السينما. وبينت أن وجود كراس شروط لبعث المؤسسات الثقافية الخاصة أسهم في انفتاح المجال بصفة واسعة. وأكدت كذلك أن للإدارة العامة للعمل الثقافي سياستها الثقافية ولها برامجها ومضامينها، وأن وزارة الشؤون الثقافية رصدت اعتمادات مالية لإنجاز ثلاث دراسات استراتيجية عن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للعمل الثقافي، وأنه سيتم تشكيل فريق عمل للغرض، وستدعى دور الثقافة إلى الإسهام في ذلك؛ لأن هذه الدراسة لا يمكن أن تتم إلا بالمشاركة الواسعة، ولا ينبغي أن تكون مسقطة أبدا. وفي الإطار نفسه لم تخف استبشارها بالجيل الجديد من الإطارات من حيث السن والكفاءة العلمية والاختصاص، وهو دافع جيد ومهم للقطاع الذي اعتمد في السبعينات والثمانينات على رجال التعليم الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام. وبينت كذلك أن امتداد الفعل الثقافي دعا إلى تفعيل إدارة ثانية هي إدارة الدراسات والنهوض بالعمل الثقافي، وهو ما يساعد على الانصهار في المحيط من جهة واستقطاب كل التعبيرات الفنية التي عرفت أنماطا جديدة من جهة أخرى؛ بما أنها تحتاج إلى دعم الإدارة العامة للعمل الثقافي ومساندتها. وتطرقت المديرة العامة إثر ذلك إلى نشاط نوادي المسرح، فثمنت ما تم انجازه، ولكنها دعت في نفس الوقت إلى ضرورة الانتباه الى المضامين التي تقدم إلى الأطفال والشباب، اذ تم تسجيل بعض الملاحظات سيتم التطرق إليها خلال المهرجان الوطني للمسرح الذي سينعقد أيام 8 و9 و10 سبتمبر بالمهدية. وختمت كلمتها بالإشارة إلى فتح شراكة مع إدارة التكوين والرسكلة تولت السيدة نورة كرو مديرة إدارة التكوين والرسكلة الحديث عنها. وقد جاء في كلمة السيدة نورة كرو أنه تم وضع عدد من المحاور لمخطط الرسكلة والتكوين في مجالات متعددة كالقيادة الإدارية واتخاذ القرار وآليات العمل الإداري والمالي وتطوير مهارات الاستقبال والجودة والحوكمة والنفاذ إلى المعلومة واللغات الحية والاعلامية المكتبية والتوثيق وغيرها. وأشارت إلى أنه تم تخصيص مبلغ مالي يخول للمندوبيات إنجاز برامج التكوين، وهي ملزمة بصرف هذا المبلغ في ذلك الباب، ولا يجب تحويل هذا الاعتماد المالي بأي حال من الأحوال إلى أبواب أخرى. وأكدت انه تم وضع 58 برنامجا خصوصيا تنجز على مرحلتين هذه السنة: إنجاز محاور خارج إطار الصفقات وقد تم الشروع في ذلك، ومحاور تنجز في إطار صفقات عن طريق مكاتب تكوين مختصة. ومن جهته أوضح ذاكر العكرمي مدير إدارة مؤسسات العمل الثقافي أهمية تواصل دور الثقافة مع المركز عبر المواقع الالكترونية ذات الصلة مؤكدا ضرورة وجود بريد إلكتروني لكل دار ورمزه الخاص، للتواصل مع المركز مما يجعل العمل أكثر حرفية. ثم قدم توزيعا للتظاهرات الثقافية لسنة 2018 حسب المحاور، وقد بلغ عدد التظاهرات 82 بجندوبة و80 ببنزرت و70 بباجة و43 بالكاف و38 بالقصرين و32 بسليانة . وبين أن هذا الإحصاء أثبت ضعف نسبة بعض التظاهرات التي تتراوح بين صفر وثلاث فقط وهي التعبير الجسماني والفنون التشكيلية والسينما، داعيا إلى مزيد الاهتمام بها. وفي خاتمة الجلسة قدم رئيس مصلحة الاتصال والنهوض بالاستثمار الخاص رمزي الصغير التقرير النهائي لأشغال الملتقى قبل توزيع شهائد التكوين والمساهمة على المشاركين.