للطاهر علوان: مغامرة جديدة للمسرح التفاعلي تحرك وتثري المخزون الفني تونس – الصباح تجربة فنية جديدة يخوضها المسرحي الطاهر علوان وذلك في إطار مشروع "تفنن تونس المبدعة" الممول من طرف الإتحاد الأوروبي. وهو موجه لعملة المصانع بالأساس ويتنزل في إطار المسرح التفاعلي. وتحدث صاحب فكرة هذا المشروع ومخرجه الباحث والأكاديمي المسرحي الطاهر علوان ل"الصباح" عن هذه التجربة قائلا:"صحيح أني قضيت ثلاث سنوات في التحضير لهذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في تونس باعتبار أن مثل هذه التجربة ظهرت في الستينات من القرن الماضي بأمريكا الجنوبية وترافقني فيها كل من نادرة التومي ووفاء الطبوبي ولكن عدم توفر جهات داعمة من العوامل التي حالت دون تنفيذ المشروع لكن وبعد أن عرضت الفكرة في إطار مشروع تفنن المدعم من الاتحاد الأوروبي لقي القبول والموافقة على الدعم". موضحا أن هيئة "تفنن" تونس الإبداعية هي الجهة الممولة لهذا المشروع وذلك لتعزيز القطاع الثقافي في تونس بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم قطاع الثقافة في تونس بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية وتنفيذ من المجلس الثقافي البريطاني وتتابع الهيئة الداعمة مراحل تقدم المشروع بالتعاون مع شركة فن المتوسط. وبين أن فكرة هذا العمل تتمثل في تجميع عملة في المصانع من الجنسين واختيار توجيهها لهذه الشريحة بولاية بن عروس نظرا لما تتميز به من وجود منطقة صناعية كبيرة تستقطب الآلاف من العمال يوميا. وعلل توجهه لهذه الشريحة بوضعه مقاربة فنية عملية تهدف لاستنباط طريقة لتخفيف الضغوط وعبء العمل والضغط النفسي والاجتماعي الذي يعيشه عملة المصانع. لذلك فهو يعتبر هذا المشروع فرصة أيضا لهذه الشريحة لتخوض في مشغلها اليومي وللتعبير عن المسكوت عنه من خلال ما تتيحه الحصص المخصصة للغرض يومين في نهاية كل أسبوع، من فرصة للخوض في القضايا والمشاغل التي تهمهم. وأكد أن المسرحية ستكون في مضمونها وتفاصيلها مستوحاة من الحياة اليومية للعملة باعتبارها مسرحية تفاعلية. وستكون في عروضها موجهة بالأساس لهذه الشريحة فضلا عن تضمين عروضها بلقاءات للنقاش والحوار أيضا. وفيما يتعلق بمدة هذا المشروع بين صاحبه أنه سيتواصل على امتداد سبعة أشهر ليكون العمل جاهزا ويقدم عرضه الأول يوم 14 أفريل 2019. ورشات مفتوحة لنص غير جاهز وفي جانب آخر من حديثه عن نفس المشروع أفاد الطاهر علوان أن فريق العمل انطلق في المراحل الأولى في ورشات تحت عنوان "العامل المبدع" بفضاء قاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس وذلك منذ شهر، بجمع أكثر من خمسة عشرة عاملا وعاملة من مصانع المنطقة الصناعية ببن عروس قصد الرصد والاندماج والإدماج بالإصغاء إلى شواغلهم وآمالهم وآلامهم ودفع آليات التعبير والتغيير عندهم على أن تكون هذه الورشات المخصصة إلى الإصغاء والتعبير هي المنطلق لصياغة نص مسرحي وتحويله إلى عمل مسرحي. وفيما يتعلق بشروط المشاركة في هذا المشروع بين الطاهر علوان أنه مفتوح لمن سنهم تتراوح بين 20 وستين سنة، بفسح مجال المشاركة لعشرات العمال من الجنسين ولكن ولأسباب تقنية لا يمكن التركيز إلا على عدد محدود حسب مقتضيات العمل المسرحي والأهم هو تدريب العاملين المتعودين على العمل في صمت على البوح والحديث عن شواغلهم اليومية بين البيت والشارع والمصنع وهي تجربة جديدة في مجال التواصل الاجتماعي الواقعي لا الافتراضي وتساعد الطاهر علوان في الإصغاء والتواصل والتدريب والتكوين خاصة أنه مر في هذا المشروع من المتمرسين على الركح وتقنيات العمل المسرحي على غرار وفاء الطبوبي ونادرة التومي في التأطير. ووصف صاحب المشروع هذه التجربة بالمغامرة لأنها موجهة ومبنية بالأساس على التواصل مع فئة من العمال لا علاقة لهم بالممارسة الفنية لاسيما المسرح. واعتبر ان ذلك يعد من عناصر الطرافة التي يقوم عليها العمل الجدي وذلك من خلال قدرته عن إثارة وتحريك المخزون الفني والطاقة الإبداعية المهملة لدى هؤلاء العمال وإبراز مدى حاجتهم للترفيه والخروج من الضغط اليومي. لأنه يعتبر ذلك منوطا بدور الفنان في البحث عن رافد جديد من العمال في المصانع وضمن مسرح تفاعلي لا ينطلق من نص جاهز ليكون هؤلاء هم واضعوه وشركاء في بلورة تفاصيل عمل مسرحي بمقاييس إبداعية وجمالية. وأفاد محدثنا أن هذا العمل النموذجي ينتظر أن يعرض في عدة جهات من ولايات الجمهورية على غرار نابل وصفاقس باعتباره موجه بدرجة أولى إلى الجمهور من عملة المصانع.