ينظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-تونس بالتعاون مع مخبر اشتغال الأرض، التعمير وأنماط العيش في المغرب العربي في العصور القديمة والوسيطة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة ندوة علمية دولية تتناول موضوع "السياسات التراثية في بلدان المغرب العربي" وذلك يومي 12-13 أكتوبر 2018 بمدينة الحمامات. وتنظم هذه الندوة من اجل التحسيس بقيمة التراث وتنزيله في المنزلة التي تليق به باعتبار ما يرويه لنا تراثنا وما يحكيه عما صنعه أجدادنا والذين سبقوهم في اطار عملهم الدؤوب والمتواصل لتحسين ظروف عيشهم وتأكيد هويتهم وترسيخ قدمهم وعاداتهم وتقاليدهم على الأرض التي انتموا لها، وللوقوف على مدى نجاعة وأهمية الاستراتيجيات التي تتوخاها بلدان المغرب العربي في المحافظة على التراث وحسن التصرف فيه. ولان التراث ليس فقط تلك الأواني والأدوات والملابس وكل ما هو مادي ومحسوس مما تركته الأجيال المتعاقبة وتزين به المتاحف فقط، ولتأكيد علاقة التراث بالتعليم والتكوين باعتبار انه قادر على استيعاب اليد العاملة وتوفير مواطن الشغل، وحتى لا تتواصل وقفتنا ونحن مشدوهين أمام عظمة وجمال وقدرة تراثنا العمراني على الصمود ونحن نتساءل كيف تيسر للأجيال السابقة أن تبني وتعلي مباني بتلك الطرق التقليدية والأدوات البسيطة ولا تتصدع ولا تنهار هذه المباني على امتداد القرون والعصور؟ وكيف يمكن لنا ان نحسن استغلالها ونوقف التأثير السلبي للعوامل الطبيعية عليها؟ اختار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-تونس ومخبر اشتغال الأرض، التعمير وأنماط العيش في المغرب العربي في العصور القديمة والوسيطة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة تنظيم هذه الندوة. فهذا التراث الذي يجعلنا نفتخر به ونقف مزهوين بما نراه من ذوق رفيع وتماسك وصلابة في البنيان في تحد للقرون والسنوات الطويلة ولغضب الطبيعة وتحولاتها، يمنحنا القوة والطاقة لنواصل المسيرة والانطلاق من أسس صلبة نحو مستقبل أفضل بكثير من التفاؤل وحب العمل، وإذا وقفنا على السياسات التي تديره وعلى واقع التشريعات التي تخصه وتعمل على تنميته وتطوير النظرة إليه سيصبح دون شك رافدا مهما للاقتصاد يعززه وينعشه ويقوي الروابط بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا لنبقى ونستمر وتستمر حضارتنا. خبراء وباحثون من تونس وليبيا وانقلترا والجزائر وموريتانيا يشارك في هذه الندوة خبراء وأساتذة باحثون من كل من تونس وليبيا وانقلترا والجزائر وموريتانيا.. ويطرحون للنقاش في جلسة الافتتاح -أي صباح الجمعة 12 أكتوبر الجاري مواضيع مثل: هل لدينا في تونس سياسة أو إستراتيجية للمحافظة على تراثنا؟ وكيف يتم التصرف حاليا في ما نمتلكه من تراث؟ وكيف يمكن أن نوفق بين المحافظة على التراث وتنميته في نفس الوقت؟ والامازيغية باعتبارها احد أهم عناصر التراث المغاربي المشترك. وفي جلسة ثانية تتناول الجزائرية نبيلة الشريف موضوع "جرد وحفظ وتعزيز التراث المعماري الجزائري: من القانون إلى الممارسة على ارض الواقع ( في الميدان). ويحاضر الموريتاني محمدو مايين من جامعة نواق الشط في موضوع "سياسة التعامل مع التراث في موريتانيا بين برامج الدولة والمبادرات الخاصة" ويحاضر حافظ والدة من ليبيا في موضوع "التراث الثقافي الليبي: تحديات وطموحات". ويقدم الأستاذ محمد الأزهر الغربي محاضرة حول موضوع "السياسة الفرنسية تجاه التراث الجزائري خلال القرن التاسع عشر".وتشفع هذه الجلسات بحصتي نقاش وتعاليق. اما الجلسات المسائية لليوم الأول للندوة فسيتطرق خلالها الأستاذ منذر براهمي إلى موضوع: "علم الآثار القروية (الريفية) والتنمية المحلية في منطقة قفصة: نحو تنويع السياحة الريفية" والأستاذ يوسف زينب عن: "التراث المبني (العمراني) في تونس: التعريف والحفظ والاستغلال"، وتقدم الأستاذة هدى بن يونس مداخلة حول: "تسجيل التراث الأباضي في اليونسكو، المخاطر والإمكانات: دراسة حالة وادي مزاب وجزيرة جربة". ويتناول الأستاذ أنيس حجلاوي بالتحليل موضوع "التراث المادي بجهة سيدي بوزيد: الوسط الغربي للبلاد التونسية بين الصون والانتهاك"، ويحاضر عثمان البرهومي في موضوع "التراث المادي الأوروبي بمدن الحوض المنجمي: بين المحافظة والتثمين". ماذا عن مساهمة وزارة الدفاع في المحافظة على التراث؟ وتهتم الجلسة الرابعة بموضوع "السياسات والممارسات التونسية" ويحاضر خلالها كل من عدنان الوحيشي حول "سياسة الدولة التونسية حول المدن التاريخية بين النظرية والتطبيق"وسمير الشامي ممثل وزارة الدفاع التونسية حول "مساهمة وزارة الدفاع الوطني في المحافظة على التراث"، وعماد صولة حول موضوع "التراث الثقافي اللامادّي بتونس بين حملته والمؤسّسات الرسميّة: إشكاليات الصّون والدّيناميات المنشودة" والحبيب جلاب من الأرشيف الوطني حول موضوع: "السلطات العامة والتراث الأرشيفي لتونس المستقلة". ويتم تخصيص جلسات اليوم الثاني لمواضيع المتاحف والتعليم والتراث وتثمينه والبحث والتكوين في مهن التراث وتحاضر مجموعة أخرى من الأساتذة مثل برنادييت دوفران ساوو من فرنسا التي ستقترح موضوع: "المتاحف المغاربية والوسائط الرقمية: اية عروض لأية استخدامات؟ وتحاضر سمية غرس الله في موضوع: "التربية التراثية، الخطوة الأولى في بناء الهوية والتخصيص التراثي: حالة سياسة التربية التراثية في تونس من خلال تجربة (السفير)"، اما لطفي بلحوشيت فسيتحدث عن "السياسة التعليمية والثقافية في متحف سوسة الأثري". وفي محور تثمين التراث يحاضر كل من هشام بن رجب حول "تفعيل المشهد لصالح التراث" ومحمد هلال وياسمين عطية وهشام بن رجب في موضوع :"موازين إدارة المناظر الطبيعية التراثية التي يمكن ملاحظتها في مدينة سوسة" ويقترح نجم ظاهر مداخلة حول: "تثمين التراث الصحراوي من خلال السياحة: ديناميكية في مواجهة منطق السوق" وسونيا حمزاوي موضوع: "النموذج التونسي الصارم في حماية التراث: تراث غير ملموس يجب تقييمه". وتنتهي الندوة بطرح موضوع مهن التراث بين التكوين الجامعي وإستراتيجية التشغيل و"واقع التشريع التونسي في مجال التراث وإمكانات التطوير".