يواصل الاستاذ محمد صالح معالج رئيس اتحاد الناشرين التونسيين وعضو مجلس الإدارة اتحاد الناشرين العرب ورئيس لجنة المعارض العربية والدولية عمله الماراطوني من اجل الكتاب التونسي وضمان ترويجه في الخارج وفتح مسالك توزيع جديدة له في تونس اقتناعا منه بخطورة مشاكل قطاع نشره وتوزيعه، فبعد دورة تأسيسية للمعرض الوطني للكتاب التونسي في فضاء مدينة الثقافة انطلق معالج في جولات عربية مهمة لعرض الكتاب التونسي بدأت في الجزائر وتتواصل هذه الايام في الكويت. "الصباح" التقت محمد صالح معالج وسألته تقييما للدورة الاولى للمعرض الوطني للكتاب وتوضيحا لما راج عن مشاركة تونس في معرض الجزائر الدولي للكتاب وان كانت لاتحاد الناشرين التونسيين حلول لتوزيع الكتاب ولمنح التونسي فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات التونسية في مختلف المجالات الفكرية والأدبية والثقافية فكان الحوار التالي: * كيف تقيمون الدورة الأولى للمعرض الوطني للكتاب؟ - بصفتي رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ورئيس لجنة المعارض العربية ونظرا لما تراكم لدي من تجارب ولحضوري لعديد المعارض التونسية والعربية والأجنبية يمكنني ان اقول ان الدورة الاولى للمعرض الوطني للكتاب التونسي كانت ناجحة على المستوى التنظيمي ومن ناحية الاقبال الجماهيري، وبلغة الارقام زار المعرض في دورته التأسيسية 200 الف زائر من بينهم 40 الف زائر في يومه الثالث ومن الناحية التجارية كانت لنا مفاجأة ايجابية وهي نسبة المبيعات التي كانت نسبيا جيدة بالنسبة لدورة اولى وبالنظر الى فترة التحضير التي كانت قصيرة جدا ووجيزة لم يحظ خلالها المعرض بالدعاية اللازمة. أما المفاجأة السارة فقد كانت اقبال القارئ على الكتاب التونسي وتهافته على شرائه عكس ما كان يروج فقد اكتشفنا خلال المعرض ان ضعف ترويج الكتاب التونسي سببه الاساسي غياب مسالك توزيعه وقلة المكتبات المختصة في بيع الكتاب الثقافي -لنا 10 مكتبات فقط في كامل الجمهورية-. بالنسبة لقدرة المعرض على حلحلة مشاكل القطاع نقول انه قادر على حلحلة جزء منها وهو فرصة دور النشر الوحيدة بعد المعرض الدولي للكتاب الذي تكون المنافسة فيه حادة للكتاب التونسي على عكس المعرض الوطني الذي لا منافس فيه لكتابنا وبالتفكير في المعارض الجهوية يمكن ان نساهم في حلحلة جزء آخر من مشاكلنا ويبقى الحل الجذري لمشاكل الكتاب في تونس هو وضع سياسة واستراتيجيا للكتاب وهي من مشمولات اعلى هرم السلطة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزارة الشؤون الثقافية. ويجب ان نتعاون مع وزارة التربية والتعليم على تكوين جيل يقرا بالتأكيد على حصص المطالعة وجعلها من المواد الاساسية وتشجيع التلاميذ على التعامل اليومي مع الكتاب كذلك لا بد من التشجيع على بعث المكتبات المختصة والمساعدة على ترويج الكتاب التونسي في الخارج وعلى الاستثمار في هذا القطاع غير المربح تجاريا والذي له رسالة ثقافية تحفظ التراث والحضارة وتذكر بماضي تونس وتروي حاضرها وتستشرف مستقبلها. * وماذا عن الانشطة الثقافية المرافقة هل كانت كما خططتم لها؟ هل وجدتم تقبلا لما طرح من قضايا في الجلسات والندوات؟ البرنامج الثقافي الذي رافق المعرض كان ثريا رغم بعض الثغرات وأهمها عدم اقبال الجمهور وعدم تفاعل وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي رغم اننا اتصلنا بكل الهياكل المعنية بالأمر ولا ننكر هنا ان فضاء مدينة الثقافة اعطى للمعرض القيمة الاضافية و البهرج الجمالي ومكننا من الخروج من الكلاسيكية حيث كان الديكور جميلا لافتا لنظر الزائر وخاصة الاطفال فكان الاقبال على الاجنحة والشراء كبيرا. كانت الانشطة الثقافية تونسية مائة بالمائة وقد حاولنا ان نبرمج مواضيع ذات علاقة بالمشاكل الحيوية في قطاع الكتاب التونسي ولكن هذه الانشطة لم تعرف نجاحا جماهيريا وكان الاقبال عليها ضعيفا لنقص الدعاية رغم ان الاعلام كان حاضرا واعتقد انه من بين الاسباب ايضا اننا لم نعدّ الدورة في متسع من الوقت وهو ما افرز بعض الثغرات رغم اهمية مضمون البرنامج الثقافي والمواضيع الثرية والأكيد اننا نقدر على تلافي ضعف حضور المثقفين والأدباء وأهل القطاع بصفة عامة الى جانب القارئ العادي والتلميذ والطالب. * من المؤسف انكم لم توثقوا ورقيا ما تم عرضه خلال الندوات والمجالس الادبية فهل ستتلافون هذا النقص في الدورة الثانية؟ - التوثيق من الهنات التي سنعمل على تلافيها في الدورة الثانية حيث اننا سجلنا كل الندوات رقميا وفي الدورة القادمة سننشر محتواها ورقيا لمزيد من الاستفادة سنعمل كذلك على نشر كتيب ثقافي يحتوي على برنامج مفصل لفعاليات المعرض كما اننا سنؤكد على الناحية الدعائية وعلى التغطيات الاعلامية . وسنعمل كذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية على تلافي اشكالية ضيق المساحة في مدينة الثقافة والتي اضطرتنا الى التقليص من مساحة الاجنحة من اجل تلبية طلبات الناشرين وقد كانت كبيرة . * وعدتم بتنظيم المعرض في الجهات متى ستنظم اول دورة وفي اي ولاية؟ - طبعا نحن ملتزمون بكل ما وعدنا به ولكن ليس لدينا اليوم القرار الواضح، نعلم ان الدكتور محمد زين العابدين متحمس للموضوع وقد وعدنا بالتعاون وقد تلقينا العديد من الطلبات ونحن حاليا نحاول ان ندخل الى الجهات بطريقة مدروسة وسنبدأ بالمناطق التي تعتبر نسبيا مهضومة الحقوق في هذا الجانب ونعتبرها من الاولويات ولكننا لم نحدد بعد بأي ولاية سنبدأ ما يمكن ان نقوله هو اننا نعمل على ذلك ونتوسم كل الخير. * رأينا صورا مختلفة عن مشاركة تونس في الطبعة 23 للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر من ناحية رأينا الوزير الاول الجزائري ووزير الثقافة يزوران الجناح التونسي ومن ناحية اخرى رأينا صورا قيل انها لجناح تونس في المعرض وقد كان خاويا خاليا من كل شيء فما هي الصورة الصحيحة عن مشاركة تونس وهل يمكن ان تقيمها؟ - لا بد من التوضيح انه كان لتونس جناحان في معرض الجزائر الدولي للكتاب والصورة التي تم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي هي للجناح الذي خصص لوزارة الشؤون الثقافية التونسية ولم تستفد منه. اما جناحنا اي جناح اتحاد الناشرين التونسيين فقد تجمع فيه 20 ناشرا عرضوا اهم الكتب التونسية وقد حظي يوم الاثنين 29 أكتوبر 2018 بزيارة الوزير الأول الجزائري السيد أحمد أويحيى ووزير الثقافة الجزائري الصديق عز الدين ميهوبي التي دامت 10 دقائق اكد لنا خلالها الوزير الأول الجزائري على متانة الصلة بين تونسوالجزائر قائلا اننا في النهاية بلد واحد وطلب مواصلة التعامل وهو ما جعلنا نعبر له على أهمية معرض الجزائر وحرص الناشرين التونسيين على المشاركة فيه . وقد سجلنا بكل اسف ايضا غياب السفير التونسي في الجزائر عن هذه التظاهرة الكبرى و هو ما يجب تداركه مستقبلا. * تشاركون في الدورة 42 للمعرض الدولي للكتاب بالكويت الى اي مدى تعود هذه المعارض على الكتاب التونسي بالفائدة ؟ وماذا عن الاقبال على الكتاب التونسي؟ وهل هنالك اسماء تونسية يحرص القارئ العربي على الاطلاع على اصداراتها ؟ - اولا نحن نعتبر ان المعرض الدولي للكتاب بالكويت من اهم المعارض وهو من اهم مسالك توزيع الكتاب التونسي عربيا لذا نحرص شديد الحرص على المشاركة فيه علما بان المعارض اصبحت هي النافذة الوحيدة للكتاب وكل المعارض مهما كان نوعها او مكانها مهمة بالنسبة الينا وللكتاب التونسي فالمعارض توفر لنا فرصة لنشر ثقافتنا التونسية وللوصول الى القارئ العربي الذي ابدى اهتماما بالكتاب التونسي وأصبح يبحث عن كتّاب تونسيين وكتب معينة وقد بينت مشاركاتنا انه لنا ابداعات كبيرة مرغوب فيها ودور نشر تعمل بمهنية وتنتج الكتاب في شكل راقي ورفيع . * وماذا عن المستقبل؟ - قدمنا خطة لوزير الشؤون الثقافية للنهوض بقطاع الكتاب وتسهيل ترويجه في الداخل وفي الخارج ونأمل ان يتم تطبيق هذه الخطة لصالح الكتاب والناشر في نفس الوقت. وبالنسبة للمعرض الوطنى التونسى للكتاب لا نريده ظاهرة تجارية فقط وإنما ظاهرة ثقافية كاملة، يتفاعل معها كاتب الكتاب وناشره وقارئه.