يعتزم الجامعيون الاعتصام بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بداية من اليوم على إثر قرار اتخذته الهيئة الادارية القطاعية للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل يوم 8 ديسمبر 2018. ويعد هذا القرار وسيلة سلمية للاحتجاج على قرارات الوزارة الراجعين لها بالنظر اذ لاحظ الجامعيون ان الوزارة تتبع سياسة المماطلة في تفعيل الاتفاقيات الممضاة والمفاوضات الحاصلة بين الطرفين وتتهرب من المفاوضات الخاصة بالزيادات المجزية في اجور الجامعيين. وقد صرحت الاستاذة الجامعية منوبية بن غذاهم الكاتبة العامة لنقابة المعهد العالي للغات بتونس ل»الصباح» بأن الاساتذة الجامعيين ناس مسؤولين وجدوا انفسهم في وضعية صعبة دفعت بالكثير منهم الى هجرة البلاد بحثا عن ظروف معيشية احسن وهذا واضح جليا في ميدان الطب مثلا اذ ان عدد الاطباء المختصين وغير المختصين الذين يهاجرون البلاد في ازدياد. والسؤال الذي يطرح بإلحاح اليوم هو: «هل من الطبيعي ان نسمح بهجرة ادمغتنا وبإهدار ثروتنا البشرية المختصة في جميع مجالات المعارف بكل هذه السهولة؟ وهل ان سلطة الاشراف غير معنية بخطورة هذه الكارثة؟ من سيكون جيل الغد؟ من سوف يعالجنا؟». وأضافت بن غذاهم ان الاساتذة لاحظوا ان سلطة الاشراف تتخذ قرارات فوقية خارج دائرة التشاركية ولا تعود في ذلك الى لجان الاصلاح الثلاثية مثلا بإسقاط نظام اساسي للجامعيين دون الرجوع الى الجامعة العامة ودون طرحه على المجالس العلمية. لذا قررت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ان تدخل في اعتصام حضوري مفتوح بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقد عبرت عن استعدادها لاتخاذ كافة الاشكال النضالية التصاعدية في حالة ما لم تستجب سلطة الاشراف للمطالب المشروعة للجامعيين المنضوين تحت مظلة الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي. وفي اجابة عن سؤال ل«الصباح» عن سبب اختيار الاعتصام بمقر الوزارة افادتنا محدثتنا: «بأنه حرصا على مصلحة الطلبة، وحقهم في اجتياز امتحاناتهم في ظروف طيبة، قرر الجامعيون ان يعتصموا بعيدا عن قاعات الامتحانات. وبما ان المشكلة هي عدم استجابة وزارة التعليم العالي لمطالب الاساتذة التي تقدمت بها نيابة عنهم الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي (الاتحاد العام التونسي للشغل) فإنهم رأوا من الافضل ان يرفعوا مشكلتهم ويعتصموا في الوزارة قريبا جدا من الوزير المعني بالأمر رغم ما سيكلفهم ذلك من تضحيات جسدية اذ ليس من السهل ان ينام الانسان على كرسي وهو يطالب بحقه.» علما بان الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي (الاتحاد العام التونسي للشغل) هي النقابة الوحيدة التي راعت ظروف البلاد ولم تطالب بالزيادات منذ سنة 2011 .