«أحنا تولدنا كبار.. كبار برشة وأكبر من نداء تونس»، بهذه الكلمات تحدث سليم العزابي «منشط» المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي الذي سيعلن عنه - ودائما حسب العزابي - يوم 17 مارس القادم. العزابي قال ان فترة ثمانية أشهر كافية للاعداد للانتخابات القادمة لأن المشروع الجديد على خلاف «نداء تونس» في موقع قوة وأنه عكس النداء الذي استعد لانتخابات 2014 وهو في المعارضة لأن الحزب الجديد سيخوض الانتخابات وهو ممثل في 350 بلدية وله وزراؤه ورئيس حكومة». يبدو أن العزابي «الندائي» بالأمس.. «الشاهدي» اليوم، بات من رواد فن استعراض العضلات والبحث عن «البوز» للفت الانظار للمشروع السياسي الجديد ولو على حساب «التنكر» لحزبه الأم نداء تونس. فالعزابي الذي تم تعيينه في فيفري 2016 خلفا لرضا بلحاج في خطة مدير للديوان الرئاسي بعد أن قدم بلحاج استقالته لرئيس الجمهورية، والذي لم نسمع صوته كثيرا، يحاول اليوم لعب دور «المنشط « السياسي والظهور دون ان يعي بأن كثرة «الظهور تقسم الظهور». نقول لمنشط المشروع السياسي ليوسف الشاهد أن الأحزاب السياسية تبنى على أساس طرح أفكار وبرامج مستقبلية تنفع الشعوب وليس على أساس «التنمر».. وحسب أنصار ومؤيدي حزبه القديم نداء تونس أن من «يسرق مرة يصبح لصا إلى الأبد». رغم أنني أقدر حماسة العزابي والدور» التنشيطي» الذي يلعبه للترويج للحزب الجديد، لكن أعيب عليه الافراط في «الغرور»، وهو الذي لازال لم يتعد «سنة أولى» سياسية ولم يتجاوز ملء فراغ فرضته التجاذبات السياسية حينما تقلد منصب رئيس الديوان السياسي لرئيس الجمهورية. قد يولد حزب «الشاهد» كبيرا وأكبر من النداء أو على أنقاض «شتاته»، لكنه لن يكون اكبر من تونس ومن شعبها.. وبالنسبة لتفاخرك بأن رئيس حكومة ووزراء يقفون وراء الكيان السياسي الجديد المنتظر الاعلان عنه قريبا، وهو ما يعد من وجهة نظرك نقطة قوة، فهو اكبر نقاط ضعف هذا الكيان السياسي المجهول المرتقب الذي بات الجميع يتوجس من ان يوظف امكانيات الدولة لصالحه. قول العزابي ذكرني بما قاله «كبارات» النداء من قبله من أن الحزب ولد كبيرا وأنه ولد مثل الجنين العملاق على رأي لزهر العكرمي.. «فاعتبروا يا أولي السياسة».