علمت «الصباح» أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالمهدية تعهد بملف أكبر «حراق» بين تونسوايطاليا والمعروف بكنية «بولحية» وفق ما اكدته له لنا مصادرنا كما أصدر القضاء التونسي في حقه بطاقات جلب دولية ومن المنتظر أن تتم محاكمته في ايطاليا وفي تونس باعتباره مطلوب في عدة قضايا في جرائم مختلفة...هذا «الحراق» اختص في «الحرقة اللّوكس» حيث انه لا يهرب البشر متوسطي الحال على متن مركب صيد عادي وإنما يهرب البشر ميسوري الحال مقابل أموال طائلة كما يهرب العناصر الارهابية وتتم العملية على متن «بلانصي» آخر صيحة» وله من القوة ما يساعده على الفرار من الوحدات البحرية سواء من الجانب الايطالي أو التونسي. هذا «الحراق» الذي تم ايقافه الأسبوع الماضي في ايطاليا في جرائم تهريب سلاح ومخدرات وبشر وهو مطلبو لفائدة عدة محاكم تونسية على غرار محكمة قرمبالية على خلفية قضية تهريب مخدرات تتعلق بالعثور من قبل فرقة الأبحاث والتفتيشات التابعة للحرس الوطني بقرمبالية يوم 2 ديسمبر 2013 على 30 كلغ من «الزطلة» لفظها البحر على مستوى قرية وادي لعبيد من معتمدية تاكلسة التابعة لولاية نابل. وقد ورد اسمه في العديد من قضايا الارهاب ذلك ان التحقيقات في ملفات الارهاب كشفت من خلال اعترافات عدد من المتهمين بأن «بولحية» هو الذي «هرّبهم» خارج التراب التونسي بحرا. ووفق مصادرنا فإن «بولحية» يتبنى التفكير السلفي وقد أودع السجن وحوكم ب20 سنة في قضية مخدرات غير أنه تمكن من الفرار وكون إمبراطورية تهريب «حارقين» خاصة الإرهابيين وتهريب بنادق صيد ومخدرات وسرقات محركات يخوت من ايطاليا وكان يقوم بتهريب البشر من تونس وتهريب السلاح والمخدرات والسجائر من ايطاليا الى تونس وصدرت في شأنه عديد الخطايا الديوانية قدرت بملايين الدينارات. ووفق مصادرنا فإن أقاربه كانوا يساعدونه في تفريغ الحمولة وايداعها بمنزله بالمهدية كما أن أحد أقاربه كان يقود «اليخت» الذي تتم على متنه عمليات التهريب باعتبار أن «بولحية» كان يحمل «السوار الالكتروني» وهو مراقب من طرف السلط الايطالية. وعلى الرغم من ذلك تمكن من تكوين «امبراطورية» تهريب مخدر «الكوكا» «والزطلة» والسلاح والبشر فضلا عن تبييض الأموال باعتباره كان يودع مبالغ قدرت بالمليارات بحسابات بعض أقاربه كما أنه يملك عمارات وثروة طائلة. ويذكر ان منزله عبارة عن مغارة علي بابا حيث تحتوي على المحركات المهربة والمخدرات بمختلف انواعها كما أن السلط الايطالية اكتشفت أنه زرع المخدرات في منزله بايطاليا وهو عبارة عن ضيعة تطل على البحر. وللإشارة فإن وسائل الاعلام الايطالية قالت الاسبوع الفارط إن شابا تونسيا القي عليه القبض سنة 2012 اي بعد أشهر قليلة من وصوله «حارقا» الى ايطاليا، على متن شاحنة بين مارسالا ومادزارا ديل فالو رفقة امرأة وبحوزتهما كمية كبيرة من الاسلحة والذخيرة تتمثل ابرزها في 108 بندقية صيد واربعة آلاف خرطوشة وكيلوغرامين من مادة متفجرة ومسدس عيار 7,65 ملم ومسدس ثان وبندقية ادخلت عليها تغييرات عيار 36 ملم وسلاحي دفاع كهربائيين وعلب غاز مشل للحركة و537 نبتة القنب الهندي و675 غراما من مادة الماريخوانا، اضافة الى خمس دراجات نارية ودراجة مائية»كواد» مسروقة من فرنسا. وبينت الابحاث ان تلك الشحنة من الاسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة قدمت من مرسيليا الفرنسية الى جنوة، وقد كان يخطط المشتبه به لتهريبها الى تونس دون تحديد وجهتها النهائية، او الاطراف التي كانت ستتسلمها، وبناء على ذلك اودع السجن ولم يغادره الا في اواخر سنة 2015 ليعود مجددا الى نشاطه غير القانوني ويكوّن اكبر شبكات تهريب البشر والسجائر بين تونسوايطاليا ومعها كوّن ثروة طائلة في ايطاليا خلال عامين فقط من النشاط قدرت مبدئيا بنحو عشرة ملايين دينار تونسي.