مع كل يوم جديد ، يزداد الفيروس القاتل تفشيا في بلادنا ، ارتفعت الإصابات المؤكدة تدريجيا الى ان بلغت 20 حالة ، وتضاعفت أعداد الذين تحت الحجر الصحي ، لتتجاوز 3000 ، في حيز زمني قصير ، وهو ما يحتم على الجميع ، شيبا وشبابا ، "الاستنفار" ، لاسيما أن تونس مازالت في بداية مواجهة الأزمة ، وبالإمكان حصر تطور الوضع الوبائي ، اذا تظافرت جهود مختلف الأطراف بعيدا عن ، التجاذبات والصراعات و"القصف المتبادل" ، أين التونسيون من وحدة الصينيين والايطاليين ؟ ، عندنا "الوحدة الصماء" ، مجرد شعارات جوفاء تحبر في البيانات الحزبية ، وكورونا كشف "الوجه القبيح" للبعض ، وعرّى تجار الموت ومصاصي الدماء . استهتار..وعقلية "كورونية" في وقت انتظرنا فيه التزام المواطنين بالنصائح الصحية والحملات التحسيسية ، تابعنا على مدى الأيام الماضية استهتارا غريبا ، ولا مبالاة عجيبة ، دون أدنى شعور بالوباء القاتل والخطر الداهم ، اكتظاظ بالأسواق ، فيديوهات صادمة لحفلات زواج وأعياد ميلاد وحتى رحلات ترفيهية ، وسط أجواء رقص وغناء ، وكأن تحدي الفيروس المتفشي يكون بالتجاوزات و"الشطيح والرديح" ، ومثل هذا الاستخفاف يعكس بكل تأكيد ، عقلية "كورونية" ، لا وعي ، ولا إحساس ، ولا مسؤولية . عدم الالتزام ..ونشر الموت من البديهي ان يثير عدم التزام البعض بالحجر الصحي ، ضجة واسعة ، وتعالي الأصوات المطالبة بتدخل الأطراف المسؤولة ، من أجل فرض هذا الاجراء ، لاسيما ان ما يصلنا حول بعض المستهترين و"المتعنتين" ، يطرح أكثر من نقطة استفهام . فما معنى أن يعمد مواطن عائد من فرنسا الى عقد قرانه ، وهو تحت الحجر الصحي ، فهل بعد هذا الاستهتار استهتارا ؟؟؟ ، ألا يعلمون انهم بمثل هذا السلوك ينشرون الموت ؟ ، ما ذنب الأبرياء في هذه التجاوزات الخطيرة ؟ ، ألا يستحق أمثال هؤلاء عقوبات تتماشى مع الجرم الكبير الذي يرتكبونه ؟. لا ل"الرخاوة"..نعم لتطبيق القانون مادمنا نتحدث عن التجاوزات ، وما تتطلبه من محاسبة ، لابد ان نشير الى ان "الرخاوة" التي تتعاطى بها الأطراف المسؤولة ، هي التي شجعت الكثيرين على مواصلة لا مبالاتهم ، ورغم تأكيد وزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي أمس ، على ضرورة تطبيق القانون على الأشخاص الذين يتحدون قرارات العزل الصحي الذاتي، كوسيلة من وسائل التوقي تحدي إجراءات الحجر الصحي ، فان هذا التطبيق لابد ان يكون صارما في المستقبل ، والا فان الفيروس القاتل سيتفشى أكثر ، ووقتها ستكون الكارثة أشد ، لا قدر الله ، وهذا ما نخشاه ، ولا نتمناه. بين رونالدو..وأشباه نجومنا لا حديث أمس الا عن اللفتة الإنسانية للنجم الساطع كريستيانورونالدو ، الذي قرر تحويل سلسلة الفنادق ، التي يمتلكها في البرتغال إلى مستشفيات لعلاج المرضى المصابين بهذا الفيروس مجانا ، ودفع رواتب الأطباء والعاملين بها من ماله الخاص ، ملك الفرحة على الميادين ، قال في رسالته الإنسانية ، ان "حماية الأرواح البشرية يجب أن تكون أهم من كل المصالح الأخرى " ، وهي بمثابة صفعة مدوية لأشباه نجومنا ، الذين يقبضون الملايين ، ولم تحركهم ، لا كوارث، لا أزمات ، ولا هزات . حان وقت "اللطخات" معاتبة لاعبينا بمختلف رياضاتهم ، والوان أنديتهم ، يدفعنا الى الحديث عن جماهير الأندية الرياضية ، التي كثيرا ما صنعت الحدث بجمعها مليارات ، في أوقات قياسية ، فماذا تنتظر هذه الآلاف المؤلفة ، لتتحرك وتهبّ لإنقاذ الوطن ، في هذا الظرف العصيب الذي يواجهه ؟ ، تونس تناديكم ، بأعلى صوتها ، فلا تخذلوها . بالأمس فقط نظمتم صفوفكم ، وحققتم ما قلتم انه "معجزات" ، فلا تبخلوا اليوم على وطن ينزف ويئن ، في مواجهة فيروس قاتل و"زاحف" ، تحتاج محاصرته ، والتغلب عليه الى جهود الجميع ، دون استثناء. نجوم الفن.."خارج التغطية" بالتزامن مع تزايد انتشار الوباء القاتل ، تحرك نجوم الفن ، بمختلف اختصاصاتهم ، في أغلب بلدان العالم ، وانخرطوا في المجهود الوطني ، من أجل مواجهة الفيروس المستجد ، الا عندنا ، ما زال معشر فنانينا ، " خارج التغطية" ، كل تفكيرهم وهمهم ، في الحفلات و"العربون" ، في وقت انخرط غيرهم في التبرعات ، وإنتاج الأغاني التحسيسية ، والمساهمة في الومضات التوعوية ، لهؤلاء نقول : استفيقوا من "غفوتكم" ، قبل ان يتجاوزكم "الركب" ، وتقفز فوقكم الأحداث ، وتبقوا "نشازا". مجرد فاصل عفوا سيادة الرئيس أين أنت يا سيادة الرئيس في هذا الظرف الدقيق؟...لماذا كل هذا الصمت المطبق والسكون ؟ ...كل قادة العالم ظهروا ، تكلموا ، أقنعوا ، ورفعوا معنويات شعوبهم في مواجهة "المارد القاتل" ، فمتى ستخرج عن صمتك ، و"تتحرك" ؟...عفوا، "تكلم قبل أن يفوت وقت الكلام" .