ما تشهده تونس اليوم من وضع متأزم ومأزوم، غير مسبوق منذ الاستقلال ، حرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الغابات ، العطش يضرب أرياف ومدن اغلب الولايات ، انقطاع للكهرباء في عشرات المعتمديات ، فسفاط معطل ، ضخ البترول مازال متوقفا ، كورونا تتربص بالتونسيين ، تعمق معاناة الفقراء والمهمشين ، والسواحل قبلة لآلاف الحارقين ، المشهد سوداويا قاتما ، وأكثر قتامة وسوادا من سواد الليالي السود. الغريب ان الدولة تترنح ، وتتهاوى ، في ظل الفوضى والاحتجاجات والانفلاتات ، وحكومة تصريف الأعمال غائبة ، في سبات ، ولا حياة لمن تنادي ، فلا من مجيب لصرخات العالقين ، ولا من حرّكته حناجر المحرومين ، ولا من استفاق ضميره رأفة بآهات المستضعفين والمساكين. والأخطر ان الدولة بلغت هذا الخراب والدمار ، والأحزاب مازالت تتصارع على إيقاع لهيب النار ، والفخفاخ ووزراؤه خارج "المدار"، فهل أصبح قدر التونسيين الموت اما عطشا او غرقا وحرقا !؟. أي نكهة لعيد اضحى بلا ماء ولا كهرباء !؟. لك الله يا وطن لا احد استمع اليك وانت تئنّ..لكن مهما ضاقت مصيرك الخروج من المحن.