هل ارتفاع تكاليف المعدات الطبية يحول دون تعميم وحدات الكشف؟ تونس:الصباح: يمثل السرطان ثاني سبب لوفيات النساء في تونس ويكمن المشكل الأساسي بالنسبة للسرطانات النسائية كسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم في اكتشافها في مراحل متقدمة حيث أن 60 بالمائة منها يتم تشخيصها بعد انتشارها جزئيا أو كليا.. ولئن كثفت وزارة الصحة العمومية خلال السنوات الأخيرة وخاصة صلب الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري من عمليات الكشف عن السرطانات الأنثوية فإن نسبة التغطية وخاصة بالكشف الماموغرافي مازالت محدودة.. ويعزى ذلك لارتفاع تكاليف المعدات الطبية وآلات الكشف التي تقدر بالمليارات وهو ما يحول دون تعميمها على كافة تراب الجمهورية. وفي تقرير أصدره الديوان خلال الفترة الأخيرة حول السكان في تونس تمت الإشارة إلى أن عدد عيادات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالفحص السريري بهياكل الديوان خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت أكثر من 424 ألف علما وأنه تم تعميم عمليات الكشف هذه انطلقت منذ سنة 2003 على كامل ولايات الجمهورية مما مكن من اكتشاف 210 حالة سرطانية. كما قام الديوان أثناء السنوات الأخيرة ببعث وحدات مخبرية جديدة للتقصي المبكر لسرطان الرحم بكل من صفاقس وباجة وقابس إلى جانب الوحدة الموجودة بأريانة وذلك لقراءة العينات بغية تقصي سرطان عنق الرحم في المراحل الأولى مع وضع مقاييس للجودة في مختلف مراحل الكشف.. وبلغ عدد الفحوصات المسجلة خلال السنوات الخمس الأخيرة 124 ألفا و465 وعدد التحاليل الخلوية 98 ألفا و603 تحاليل وعدد الحالات السرطانية المكتشفة 288 حالة علما وأن الحالات التي تم اكتشافها هي إصابات في مراحلها الأولى يمكن معالجتها والشفاء منها تماما.. وواصل الديوان خلال سنة 2007 برنامجه النموذجي حول الاستقصاء الماموغرافي لسرطان الثدي بمركز الصحة الإنجابية بأريانة وقد استفادت منه منذ انطلاقه سنة 2003 حوالي 10 آلاف امرأة ومكن من اكتشاف 48 حالة سرطانية.. نسبة محدودة تجدر الإشارة إلى أن المسح متعدد المؤشرات الذي أنجزته وزارة الصحة العمومية سنة 2006 كشف أن نسبة النساء اللائي قمن بتقص مبكر لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم تعتبر غير كافية. وفي هذا الإطار نجد 12 فاصل 5 بالمائة فقط من النساء قمن بمسحة عنق الرحم و15 فاصل 5 بالمائة قمن بفحص سريري للثديين و10 فاصل 5 بالمائة فقط استفدن بالفحص الماموغرافي الأمر الذي يدعو إلى تدعيم برامج التقصي المبكر للسرطانات النسائية بالإمكانيات المادية والبشرية اللازمة. وتقدر نسبة الإصابة بسرطان الثدي الذي يعتبر أول سرطان نساء في تونس من حيث عدد الإصابات الجديدة بنحو 24 لكل مائة ألف امرأة. وتبقى هذه الوتيرة دون ما هو ملاحظ في الدول المتقدمة ولكنها في ارتفاع متواصل من 16 إلى 24 خلال الفترة المتراوحة بين سنتي 1994 و2004. أما بالنسبة لسرطان عنق الرحم فيقدر عدد الإصابات السنوية الجديدة ب6 إصابات لكل مائة ألف امرأة وذلك حسب ما تبينه سجلات السرطان. وأمام هذه المعضلة تقرر خلال المخطط الحادي عشر للتنمية التركيز على مكافحة السرطانات النسائية ضمن الخطة الوطنية لمكافحة السرطان التي وضعتها وزارة الصحة العمومية بهدف توسيع تغطية الفئات المستهدفة بالكشف المبكر عن هذه السرطانات خاصة منها ما يتطلب الإمكانيات الكبيرة مثل التشخيص المبكر لسرطان الثدي عن طريق الفحص السريري والكشف المبكر لسرطان عنق الرحم وبالنسبة للاستقصاء الماموغرافي لسرطان الثدي.