40% من السرطانات التي تصيب الرجل في تونس ناجمة عن التدخين تونس-الصباح رصيد هام من الدراسات والبحوث العلمية حول مرض السرطان تزخر به رفوف مكتبة الجمعية التونسية لمكافحة السرطان وهي جمعية تقع على مقربة من معهد صالح عزيز لعلاج مرضى السرطان.. ومن بين الدراسات التي أجرتها الجمعية واحدة تبين من خلالها أن أربعين بالمائة من السرطانات التي تصيب الرجل التونسي ناجمة عن التدخين.. وأن ضحايا هذا المرض الذي أرّق الأطباء وشغل الناس ليس من المدخنين فحسب بل هم أيضا من الذين يتعرضون للتدخين السلبي. وتشير الأبحاث التي أجرتها هذه الجمعية إلى أن عدد المرضى المصابين بالسرطان في تونس يتزايد باستمرار وخاصة مرضى سرطان القلون والثدي والرئة حيث يشهد عددهم تطورا مطّردا.. ولكن رغم ذلك يبدو أن السواد الأعظم من التونسيين لم يتعضوا من المشاكل الصحية التي يمكن أن تنجر عن التدخين. كما أن عدد المدمنين على التدخين في تونس يكبر من سنة إلى أخرى.. وهم من شتى الشرائح العمرية، فهم مسنون وكهول وشباب ومراهقون وأطفال. يذكر أن الجمعية التونسية لمكافحة السرطان قامت بعدد هام من الأبحاث العلمية والندوات التحسيسية حول التدخين وبينت نتائجها أن مخاطر التدخين ثابتة في صفوف التونسيين المدخنين وأن التدخين يتسبب في تفشي سرطان الرئة. ويبرز من خلال دراسة أجرتها الجمعية أن 2 بالمائة من التونسيات يدخنّ وتصل نسبة التدخين في صفوف الرجال إلى 38 بالمائة وهي نسب مفزعة وتستدعي بعث برنامج وطني لمكافحة التدخين يرمي أساسا إلى تطبيق القانون المتعلق بمنع التدخين في المدارس والمحلات العمومية ووسائل النقل ومحطات النقل العمومي ويحرص خاصة إلى منع بيع السجائر للأطفال أمام بوابات المؤسسات التربوية بأسعار مغرية. وأجرت الجمعية دراسة حول عائلة المريض اتضح من خلالها أن العائلة التونسية تتضامن مع مريض السرطان وتتأثر بهذا المرض ماديا ومعنويا.. خاصة أن تكاليف علاج هذا المرض مرتفعة جدا مقارنة بعلاج أمراض أخرى نظرا لعدم توفر مراكز كافية لعلاج المرضى. وتبين من خلال الدراسة أن التونسي يخاف كثيرا من مرض السرطان إلى درجة أنه لا يقوى على نطق كلمة "سرطان" على لسانه ولا شك أن هذا صحيح فكلما ينطق الكلمة يضيف بعدها مباشرة لفظة "حاشاك" أو "اللطف عليك" خشية أن يصاب مخاطبه بهذا المرض اللعين.. كما أثبتت الدراسة بالكاشف أن مرض السرطان حينما يصيب أحد أفراد العائلة فإن كامل العائلة تتألم لما أصاب ذلك المريض وحتى الأقارب والأجوار والأصدقاء وكل معارف المريض فإنهم يشعرون بالحزن والخوف.. يذكر أن الجمعية التونسية لمكافحة السرطان تعمل على نشر التثقيف الصحي وتوفير المعلومات حول مرض السرطان وكيفية الوقاية منه وطرق العلاج وتطورهما.. وتطور البحوث حول المرض.. ومن برامج الجمعية نجد مساعدة المرضى على تخطي الحالة الصعبة التي يعيشونها. وعملت الجمعية من خلال الأيام العلمية التي نظمتها طيلة السنوات الماضية على تدعيم التثقيف الصحي حول أمراض السرطان والحث على الإقلاع عن التدخين.. كما أنها كونت أطباء من مختلف الاختصاصات حول موضوع الإقلاع عن التدخين.. وأمنت دروسا تثقيفية لفائدة الطبيب العام بهدف القيام بالتشخيص المبكر للمرض لأنه كلما كان اكتشاف المرض مبكرا كلما كان الأمل في الشفاء أحسن. ثاني سبب للوفيات وتشير معطيات وزارة الصحة العمومية إلى أن السرطان يمثل ثاني سبب لوفيات الرجال والنساء في تونس على حد سواء ويكمن المشكل الأساسي بالنسبة للسرطانات النسائية كسرطان الثدي وعنق الرحم في اكتشافها في مراحل متقدمة حيث أن 60 بالمائة منها يتم تشخيصها بعد انتشارها جزئيا أو كليا.. وتقدر نسبة الإصابة بسرطان الثدي الذي يعتبر أول سرطان نساء في تونس من حيث عدد الإصابات الجديدة بنحو 24 لكل مائة ألف امرأة أما بالنسبة لسرطان عنق الرحم فتقدر عدد الإصابات السنوية الجديدة بنحو 6 على لكل مائة ألف امرأة. وبين مسح صحي تم إجراؤه سنة 2006 أن نسبة النساء اللاتي قمن بتقصي مبكر لسرطان الثدي وسرطان عنق الر حم تعتبر نسبة محدودة حيث نجد 12 فاصل 5 قمن بمسح عنق الرحم و15 فاصل 5 بالمائة قمن بفحص سريري للثديين و10 فاصل 5 بالمائة استفدن بالفحص الماموغرافي.. وبالإضافة إلى الدراسات التي أنجزتها الجمعية نجد عددا من الدراسات الأخرى التي تهتم بمرض السرطان ومن بينها واحدة أجرتها إدارة الرعاية الصحية الأساسية حول التغذية والسرطان وذلك في إطار البرنامج الوطني للوقاية من مرض السرطان. وتتمثل عوامل الخطر في أن يتجاوز عدد الحريرات في الغذاء ما هو مسموح به وأن يكون هذا الغذاء ثريا بالبروتينات الحيوانية والشحوم والسكريات مع نقص في الزنك. ويعد تناول الكحول عامل خطر.. كما أن لطريقة الطبخ دورها في نمو هذا العامل ذلك أن الأغذية المقلية مضرة بالصحة وكذلك عمليات التصبير والتخزين واستعمال المبيدات الكيميائية في المجال الفلاحي واستعمال بعض الملونات غير المسموح بها والمضافات الغذائية.. وينصح الخبراء في التغذية باتباع الحمية المتوسطية التي تقوم أساسا على تناول زيت الزيتون والخضروات والحبوب والاعتدال في الأكل لا إفراط ولا تفريط مع الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول وممارسة الرياضة بانتظام لتوقي الإصابة بالسمنة.