صفاقس الصباح: يعرف القاصي والداني انه قد تم الغاء عرضي وديع الصافي في سهرة الافتتاح ومسرحية «خمسون» لفاضل الجعايبي وقد كانت ادارة المهرجان هي السبب الوحيد في الغائه، ما حصل خطأ فادح ارتكبته هذه الادارة لن يغفره لها عشاق المسرح في تونس خاصة ان هذه السهرة تعد السهرة الحدث خلال هذه الدورة اثر ذلك شهد فضاء مسرح الهواء الطلق بسيدي منصور خلال سهرة الثلاثاء الماضي اقبالا منقطع النظير لم يشهده الفضاء منذ سنوات عديدة وذلك في سهرات ماجدة الرومي وهاني شاكر وفضيل وغيرهم، فقد ناهز عدد المتفرجين زهاء اثني عشر الف متفرج غصت بهم مدارج الفضاء وكراسي الساحة المواجهة للركح في سهرة اثثها الفنان صابر الرباعي، فبقدر نجاح صابر في هذا العرض كان الفشل مآل المنظمين اذ عمت الفوضى الفضاء، هناك من ابتاع تذكرته بمبلغ هام اقتطعه من مرتبه ولم يتمكن من الحصول على مكان له في الساحة في حين تمتع غيره بكرسي واحيانا بكرسيين او ثلاثة فوق بعضها مجانا والسبب يعرفه الجميع وتتحمله ادارة المهرجان دون غيرها في غياب الجرأة لمكافحة هذه الظاهرة السلبية، هذا الى جانب ظواهر اخرى لم يتمكن جمهور صفاقس من التخلص منها في غياب الوعي والحس الحضاري، وفي مهرجانات اخرى يلقى الاعلاميون تسهيلات كثيرة للقيام بمهامهم وتقديرا كبيرا من قبل القائمين على هذه المهرجانات، اما في مهرجان صفاقس فالامر بدا وكأنه لا يهمهم، مشاهد عديدة اثارت انتباهنا في هذه السهرة منها: ما ان انطلقت الايقاعات في ارجاء الفضاء حتى وقف الكثيرون فوق كراسيهم ليحجبوا الرؤية على الآخرين دون التفكير في الذين دفعوا اثمان تذاكرهم بحثا عن الفرجة والمتعة، والاغرب من كل ذلك ان عشرات الشبان والشابات كانوا يرتدون اقمصة بيضاء عليها شعار احدى المؤسسات وكانوا يقفون فوق الكراسي ويرقصون في هستيريا مفضوحة دون ان يوقفهم احد او يسعى الى تنظيمهم، فهل هي عملية منظمة للاشهار ام ماذا..؟ هذا فضلا الى ان عددا من اصحاب «الكاميروهات» كانوا يقفون فوق الكراسي لتصوير الحفل وتصوير رواد المهرجان وهم يرقصون، فبأي حق كانوا يمارسون ذلك..؟ ومن منحهم هذا الامتياز، وهل هي عملية قرصنة مرت في الخفاء..؟ اعضاء المهرجان لم نشاهدهم الا في الكواليس، ومكانهم الحقيقي هنا وهناك للملاحظة والنهي والتصويب والاصلاح ولكن هيهات.. صحيح ان العمل في صلب ادارة مهرجان تطوعي ولكن من ليست لديه القدرة على تحمل المسؤولية عليه ان يستقيل فهناك العشرات بل الالاف من المتطوعين قادرون على القيام بهذه المهمة على احسن وجه، لذا من الضروري ان يستوعب الجميع الدرس. صابر الرباعي بحرفية انطلق الحفل في حدود الحادية عشرة الا الربع وتواصل الى الواحدة بعد منتصف الليل، اي انه دام ساعتين وربع غنى خلالها صابر ثماني عشرة اغنية هي: «ببساطة، مزيانة، يا للآ، عزة نفسي، ضاقت بيك، الغربة، الله يحميك، اتحدى العالم بنسختيها العربية والفرنسية ومثلت الحب، فين الكلام، يا دلولة، نوكل عليك ربي، سيدي منصور، اجمل نساء الدنيا، عالطاير، وخلوها معاي هي، وبرشة» بدا الفنان صابر الرباعي ذكيا الى ابعد الحدود في اختياره لمختلف فقرات السهرة اذ جمع بين العتيق والجديد والتونسي والشرقي وكذلك الراي، واعتمد الايقاعات السريعة محاولا بذلك تلبية مختلف اذواق اصناف الشباب ولكنه لم يكثر كالعادة من اداء المواويل التي يحبذها البعض ولم يأت بالجديد بالرغم من انه يصر على انه «خلوها معاي هي» و«يا للا» وفين الكلام اغان جديدة ولكن الجمهور قد حفظها من البومه الجديد، المهم انه لم يؤدها في حفل من الحفلات من قبل، عموما ان صابر قد ابدع في اداء اغانيه وذلك بحرفية كبرى، فلا مجال له للسير الى الوراء وهو الذي احرز شهرة عربية وعالمية، في هذه السهرة نجح نجاحا كبيرا في الاستحواذ على قلوب متفرجيه بذكاء وقدرة كبيرة على الوقوف على الركح والانسجام التام مع اعضاء فرقته الذين نجحوا ايما نجاح في العزف مما يدل على حرفية كبيرة فخرج صوت صابر واصوات آلاتهم نقية، صافية لعشاق هذا الفن في انسجام تام دون نشاز او ضعف او وهن، وهذا يدل دلالة واضحة على جودة التجهيزات الصوتية وحرفية الساهرين على تشغيلها، مرة اخرى نقول ان صابر الرباعي قد انقذ ادارة مهرجان صفاقس من كبوة جديدة كان يمكن ان يقع فيها بسبب سوء التنظيم وسوء التقدير، بقي ان نشير الى انه مازالت في البرنامج بعض السهرات التي ينتظرها الجميع فعلى ادارة المهرجان ان تسعى الى تنفيذها لانقاذ ماء الوجه.