صفاقس الصباح: حفل صابر الرباعي مساء امس الاول الاربعاء في اطار الدورة 31 من مهرجان صفاقس الدولي بالمسرح الصيفي بسيدي منصور لم يكن حفلا عاديا هذه السهرة حضرها زهاء 13 الف متفرج غصت بهم ساحة المسرح ومدارجه مما جعل الفضاء يستوعب اكثر من طاقته. قبل ساعات من انطلاق الحفل بدأ عشاق صابر الرباعي يتوافدون على المسرح باعداد غفيرة جدا بالرغم من ارتفاع درجة حرارة الطقس جمهور بمشاهد عديدة لم تصورها الكاميرا ولم تلتقطها عدسات منها عجوز تجاوزت الثمانين تمشي مقوسة الظهر، وامرأة حامل في شهرها التاسع على وشك وضع مولودها، واخر قد تعرض الى حادث مرور يتوكأ على عكازين، مثبت العنق وغيرهم جاؤوا لمواكبة الحفل. هذا الجمهور غير العادي وقف منذ اللحظة الاولى التي اعتلى فيها صابر الرباعي الركح،افراده يلوحون بأيدهم ويرقصون، البعض يصيح والبعض الاخر يغني حتى الاغاني الجديدة قد حفظها الجمهور عن ظهر قلب، احيانا يخيل للمتتبع ان الجمهور قد اصيب بهيستريا. اثناء الحفل كانت الفرجة مضمونة على المدارج حيث الانسجام التام بين المتفرجين في حركات ايقاعية متناغمة كان المتأمل يشاهد اكثر من 25 الف يد تصفق لصابر. غنى صابر الرباعي على امتداد ساعتين وربع الساعة دون انقطاع فأدى باتقان سبع عشرة اغنية فيها مراوحة بين التونسي والشرقي فيها الجديد وفيها القديم، نذكر منها بالخصوص «يا أغلى ما عندي» «أتحدى العالم» «على نار» «يا الله» «عالطاير» ردّ عليّ» «ببساطة» «أناقلت أسأ» «صيد الرّيم» «عشيري الغالي» وغيرها. ادى جميعها بانسجام كبير مع فرقته ومع جمهوره الذي تفاعل ايما تفاعل مع اغانيه فرددها معه من اولها واخرها. الفنان صابر الرباعي فنان يحترم فنه وجمهوره، فلم يتوقف على امتداد السهرة. وهذا الحفل ادى رائعته «كلمة» باقتدار كبير فنجح على امتداد حوالي ربع ساعة في جعل هذا الجمهور «الهائج» قبل لحظات يهدأ وينصت اليه ويتمعن في كلمات اغنيته ويتمتع بلحنها المميز. فكان الجمهور صامتا يتذوق ويتمايل ويترنح طربا صابر الرباعي قضى في صفاقس ليلة من اجمل الليالي.