اختتم بالعاصمة المسكسيكية المؤتمر الذي نظمته مؤسسات أممية بينها صندوق الاممالمتحدة للسكان والتنمية حول عدد من الملفات الصحية الدولية الجديدة بينها ملف السيدا (الايدز) بسبب استفحال الظاهرة دوليا.. وارتفاع عدد ضحايا افة نقص المناعة ليحوم حول الثلاثين مليونا من البشر غالبيتهم من سكان الدول الاكثر فقرا وتخلفا في القارة الافريقية. وكان طبيعيا أن تبحث ورقات خبراء الملفات الانسانية في الاممالمتحدة وصندوق التنمية للسكان والمنظمة العالمية للصحة قضايا عديدة تهم خاصة تعديل العلاقات بين المصابين بالايدز وسائر مكونات المجتمع وتحسين حالة صحة الام الحامل والمرضع والامراض التي تنقلها الى جنينها ثم إلى رضيعها وابنائها.. ومن ايجابيات مثل هذه المؤتمرات الانسانية لفت نظر الراي العام الشعبي وصناع القرار في العالم مجددا إلى خطورة بعض الظواهر الصحية ومن بينها انتشار الايدز والامراض المنقولة جنسيا فضلا عن تسبب ظواهر جديدة من بينها انتشار استهلاك المخدرات في مزيد الاصابات بنقص المناعة المكتسبة وبالامراض المنقولة جنسيا وعلى راسها السيدا.. الا ان من بين اضافات مؤتمر مكسيكو تذكير قادة العالم بتعهداتهم المالية والسياسية فيما يتعلق بالمساهمة الفعالة والملموسة في تحسين الحالة الصحية للامهات والمواليد الجدد في العالم وخاصة في البلدان التي لا تزال ظروف العلاج والتداوي فيها متخلفة وتتسبب في وفيات بالجملة في صفوف الامهات الحوامل والاطفال الرضع والشباب الذي يصاب بفيروس نقص المناعة. إن موعد2015 على الابواب .. وقد بدا العد العكسي.. وحان وقت مساءلة الدول الغنية عن التزاماتها وواجباتها تجاه صحة مليارات من النساء والاطفال في العالم.. وخاصة في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية.. وفيما تعهدت واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي مرارا بترفيع مساهماتها في تحسين ظروف الوقاية والعلاج والاستشفاء في البلدان النامية فان الاحصائيات الامريكية والاوروبية الرسمية تؤكد أن تلك المساهمات لا تزال ضعيفة ولا تتماشى والبرامج الطموحة لصندوق الاممالمتحدة للسكان والتنمية البشرية والمنظمة العالمية للصحة والمنظمة العالمية للزراعة وغيرها من المؤسسات الدولية حكومية كانت او مستقلة. ان الاحصائيات الاممية الرسمية تؤكد أن افغانستان وحدها اصبحت تصدر يوميا أطنانا من المخدرات إلى العالم منذ حرب 2001 وان 93 بالمائة من الهيرويين اصبحت تهرب من افغانستان رغم جهود قوات الحلف الاطلسي.. وهو ما يعني تضاعف مخاطر الاصابات بالايدز وبامراض خطيرة اخرى.. فيما تؤكد احصائيات الاتحاد الاوروبي ان دوله لم تدفع مليارا و700مليون أورو من تعهداتها لفائدة المساعدات الانسانية (أي حوال 3 مليارات ونصف من الدنانير التونسية ومن الدولارات).. فعسى أن يساهم مؤتمر مكسيكو في تدارك هذه الثغرات .. وفي تعبئة أكبر للجهود الدولية لفائدة المشاريع التي تخدم الصحة الجنسية والانجابية وسلامة مئات الملايين من النساء والاطفال والرجال في العالم اجمع.