تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن... جملة تصف إلى حد كبير حال العاملين حاليًا في مسلسل "أسمهان"، ففي الوقت الذي أوشك فيه المخرج التونسي شوقي الماجري على الانتهاء من التصوير، يأتي الامير فيصل الاطرش ابن فؤاد الاطرش شقيق أسمهان وفريد ليفجر مفاجأة مدوية ومن العيار الثقيل وذلك بعد أن حصل على موافقة من وزير الاعلام السوري الدكتور محسن بلال تقضي بمنع عرض المسلسل أو تصديره إلى أي فضائية دون الرجوع إلى الورثة الشرعيين وتعديل الملاحظات التى طلبها الامير فيصل الاطرش الوريث الوحيد مع إبنتها الوحيدة كاميليا الاطرش في سيناريو المسلسل. الامير فيصل الاطرش أعرب عن حزنه الشديد من الاحداث الملفقة والتي لا تمت إلى الحقيقة بصلة والتي يتناولها سيناريو المسلسل الذي يتم تصويره حاليًا، والتي تسيء إلى حد كبير إلى سمعة وأصالة أسرته التي شكلت دورًا كبيرًا في الحياة العربية منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الان، بينما جاءت أحداث الدراما التلفزيونية لتصيبها بقدر هائل من التزييف والمبالغة في الاساءة دون سند تاريخي أو حتى مبرر درامي أو أخلاقي يبيح لها ذلك من باب الحتمية الدرامية، وقد أرسل الامير سليل أسرة الاطرش التي تعرفها حركة التاريخ العربي عبر صفحاتها الناصعة من الاصالة، صرخة استغاثة للدكتور محسن بلال وزير الاعلام السوري يستنجد به كي ينقذ الاسرة من براثن التزييف التى ستلحق بأهله الذين يوارون الثرى فى حالة عرض المسلسل بالسيناريو والصورة التي كتب عليها، وقد قال فى هذه الصرخة: سيادة وزير الاعلام السوري المحترم.. بحكم أنني الوريث الوحيد لوالدي المرحوم فؤاد الاطرش ولعمي المرحوم فريد الاطرش وأشترك بإرث المرحومة إملي الاطرش "أسمهان" مع ابنتها كاميليا الاطرش، ورغم إنني وابنة عمتي السيدة كاميليا قد عارضنا إنتاج مسلسل عن حياة المرحومة الفنانة الكبيرة الراحلة إسمهان ووجهنا انذارات عديدة لكاتب المسلسل بالعدول عن الانتاج على تلك الشاكلة، إلا أن منتج المسلسل السيد فراس إبراهيم ضرب عرض الحائط بكل القوانيين والانظمة والقيم الاخلاقية التي تحتم عليه ذلك وأصر على الاستمرار على دربه في شتى أنواع المبالغة حتى يخرج المسلسل المذكور على هواه دون الاحتكام لروح العقل والمنطق وادراك خطورة التعرض لسيرة أسرة عربية عريقة، وهو مالاحظناه جليا بعد أن أطلعنا على سيناريو المسلسل الذي وبكل الاسف يظهر المرحومة الكبيرة أسمهان بإنها تفرط بجسدها دون إحترام لنفسها من خلال بعض المشاهد والاحداث مستمدا ذلك من مصادر غير موثقة عبر بعض الصحف المصرية التي كتبت فى هذا الوقت عنها على سبيل الاثارة مدعية " الوصول إلى القمة عن طريق الفراش" وأنها قالت لصديقتها ذات يوم عندما دعاها حسنين باشا رئيس الديوان الملكي "عايز يتسلى وأديني أنا كمان بتسلى"، وما أذكر هذا ليس سوى جزء بسيط من فيض الاساءات الموجهة للمرحومة أسمهان فضلا عن أن المسلسل يتحدث عن أمور طائفية تثير نعرات طائفية وتسيء للموحدين وشرفهم، عدا الاساءات الاخرى التى تضمنها المسلسل وطالت والدي فؤاد الاطرش رحمه الله بأنه كان يعيش من كسب شقيقته أسمهان وأنه كان يوسعها ضربا إذا لم تدفع له ويظهر عمي فريد بأنه إنسان ضعيف لا حول له ولا قوة ويفرط بشرف أخته، وتلك كما تعلمون جرائم ترتكب على شاشة التيلفزيون في حق أسرة عربية عرفها السهل قبل الجبل في أرض الشام العريق. سيادة الوزير، هل هناك معاناة يمكن أن يعانيها رجل يطعن بشرفه ويساء إلى والده الذي بين يدي مولاه الان؟ وهل يعقل أن يعرض مسلسل من إنتاج عربي سوري يسيء كل تلك الاساءات لابناء سوريا ولنجومه الذين يكن لهم كل مستمع ومقدر للفن بالغ التقدير والاحترام جراء مسيرة فنية تشهد بالابداع والتميز ومازالت راسخة في وجدان الشعب العربي في فنون الغناء والتمثيل.